الأخيرةفي الواجهةوطن

السفير السابق والضابط بجيش التحرير الوطني، نور الدين جودي: تأسيس الحكومة المؤقتة أعطى “غطاء شرعيا” للكفاح من أجل الاستقلال على الصعيد الدولي

اكد السفير السابق والضابط بجيش التحرير الوطني، نور الدين جودي، ان تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في 19 سبتمبر 1958، في خضم ثورة التحرير الوطني، اعطى “غطاء شرعيا” للكفاح المسلح على الصعيد الدولي وسمح بالتغلب على مشاكل التنسيق التي كانت قائمة بين مختلف الولايات التاريخية والسماح لها بتوحيد التوجه.

واوضح السيد جودي في حديث خص به وكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة احياء الذكرى ال63 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، ان الاعلان الذي تم في 19 سبتمبر 1956 “قد اعطى للكفاح المسلح غطاء شرعيا على الصعيد الدولي وان ذلك هو الهدف من تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية”.

وأضاف الدبلوماسي السابق ان “الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية قد تمكنت من تجاوز عدد من المشاكل سيما مشاكل التنسيق التي كانت قائمة داخليا بين مختلف الولايات، حيث ان استحداث قيادة أركان كان امرا بالغ الاهمية بما ان مختلف الولايات اصبح لها نفس التوجه”.

كما اشار الضابط السابق في جيش التحرير الوطني ان تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية شكل فرصة “لإعطاء هيكل دولي مشروع لكفاحنا وبشكل خاص ابلاغ فرنسا الاستعارية بضرورة التفاوض مع حكومة مؤقتة معترف بها قانونا”، مؤكدا ان الحكومة المؤقتة قد انشئت في هذا السياق من اجل اعطاء البلاد حكومة شرعية.

وتابع يقول في السياق ذاته، انه منذ انطلاق الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي في نوفمبر 1954 ، “كان لزاما الانتقال من مرحلة الثورة الشعبية الى مرحلة ثورة لها هيكلها الحكومي”.

واضاف ذات الدبلوماسي “ان الحديث لم يعد مع جبهة التحرير الوطني كحركة سياسية وانما يتم الحديث مع حكومة تحظى بجميع الهياكل الوزارية”، معتبرا ان تأسيس الحكومة المؤقتة قد سمح بترقية تمثيليات جبهة التحرير الوطني في الخارج الى “مصف سفارات”. وقال أن قادة جبهة التحرير الوطني بتأسيسهم للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كانوا يريدون أيضا الرد على الدعاية الاستعمارية من خلال التأكيد ان جيش التحرير الوطني مشكل من “ثوار وليس مجرد قطاع طرق تحت سلطة الاتحاد السوفياتي والاشتراكية الدولية”.

كما اشار الى ان احد اهداف انشاء الحكومة المؤقتة هو”القيام بالثورة بشكل يحمل فرنسا على انفاق مبالغ ضخمة على جيشها وخلق نوع من ردة الفعل السلبية تجاه فرنسا على الصعيد الدولي وبشكل خاص دفع فرنسا الى التفاوض على اساس الند للند”.

وتابع ذات الدبلوماسي قوله، ان انشاء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في خضم الثورة التحريرية، شكل “دعما” للمسعى الدبلوماسي الذي كانت تقوم به في ذلك الوقت ممثليات جبهة التحرير الوطني سيما مع انشاء وزارة العلاقات الخارجية.

واضاف السيد جودي الذي مثل جبهة التحرير الوطني بلندن، ان “ذلك كان دعما وحجة اضافية، كنا نعمل عليها في ذلك الوقت على مستوى مختلف ممثلياتنا، وكنا نعتبر باننا لم نكن نمثل حزبا او مجموعة مسلحة وإنما ممثلين لحكومة وشعب”.

كما اكد الدبلوماسي السابق على العمل “الكبير” الذي قام به عبد القادر شندرلي بنيويورك لتحسيس الراي العام الامريكي، حيث نجح في اقناع السيناتور جون فيتزجيرالد كينيدي في سنة 1957 على القاء خطابه امام مجلس الشيوخ الامريكي حول حق الشعب الجزائري في الاستقلال.

وخلص السيد جودي في الاخير الى التأكيد بان تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي قادت المفاوضات خلال اتفاقيات إيفيان قد كان مثالا لبلدان اخرى سيما انغولا وكذا فيتنام في حربها الثانية ضد الامريكيين.

م.م

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى