الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

دعوة إلى إقرار يوم وطني للأمير عبد القادر

دعا أول أمس، أساتذة ومختصون وباحثون في مختلف المجالات  التاريخية والقانونية والسياسية، على إقرار “يوم وطني للأمير عبد القادر الجزائري” وتخليص تاريخه من كل التجاذبات السياسوية والإيديولوجية، إحياء لمآثر رجل المقاومة والدولة.

وأكدت مقترحات هؤلاء في ختام يومين دراسيين حول “الأمير عبد القادر .. رجل المقاومة والدولة” المنظمين من قبل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق على أهمية تثمين تاريخ الجزائر الكبير وكل رموزه وعلى رأسهم الأمير عبد القادر من خلال إقرار يوم وطني خاص به بعيدا عن المغالطات والمزايدات.

وأكدت المجاهدة والكاتبة والأديبة، زهور ونيسي، وهي تتحدث عن الذين أساءوا  لرموز الجزائر وعلى رأسهم الأمير عبد القادر، أن الذين يتفوهون بكلام خاطئ نعذرهم لأنهم يجهلون التاريخ، ودعت الوزيرة السابقة بالمناسبة إلى قراءة التاريخ الجزائري جيدا لان الأمر الخطير بالنسبة إليها هو جهل الأمة لتاريخها مما يساهم في ضرب وتشويه  ثوابت ومقومات الأمة.

وتضمنت مقترحات المشاركين في هذا اللقاء العلمي الدعوة الملحة إلى تخليص تاريخ الأمير عبد القادر من التجاذبات السياسوية والإيديولوجية و قبول هذا  التاريخ بكل أشكاله وكيف ما كان وكتابته في سياقه التاريخي والاجتماعي والسوسيولوجي بعيدا عن دائرة التخوين.

كما تمت الدعوة إلى التعامل مع تاريخ الأمير عبد القادر كما وقع بالفعل لا كما نريد له أن يكون قد وقع، حسب أقوال بعض الأساتذة – الذين اعتبروا بأننا  ما زلنا نقرأ هذا التاريخ بناء على الراهن السياسي كون الأمير مؤسس الدولة الجزائرية.

وفي تدخل لها خلال هذه الندوة، دعت حفيدة الأمير عبد القادر، زهور بوطالب، إلى إقرار يوم وطني للأمير عبد القادر، معربة عن أسفها للتشويه الذي يطال هذه  الشخصية وغيرها من رموز الجزائر في هذا الظرف الحساس من تاريخ الأمة والذي يستدعي منا الوحدة والتضامن والالتفاف حول ثوابتنا ومقوماتنا.

هذا وقد تمحورت المقترحات الأخرى حول ايلاء الأهمية اللازمة لرموز التاريخ  الوطني بدء من الأمير عبد القادر من خلال وضع آليات لكيفية تجنب كل لغو حول تاريخنا المعاصر الذي كتب بموضوعية وبناء على شواهد مادية، كما أكد عليه الأستاذ الجامعي بن يوسف تلمساني الذي اقترح تفعيل القوانين التي من شانها حماية رموز الجزائر.

وقال رئيس المجلس العلمي للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر في هذا الإطار نريد أن نقترح آليات لإعطاء أهمية أكبر لرموز البلاد في المنظومة التربوية وفي برامج التعليم العالي والبحث العلمي وحتى على المستوى الإعلامي حفاظا على الذاكرة وتخليدا لامجاد الرموز ضد كل من تسول له نفسه المساس بها.

و ذكرت ممثلة عن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق من جهتها بالمجودات المبذولة في سبيل الحفاظ على الرموز الوطنية المتضمنة في قانون المجاهد والشهيد رقم 99 -07 والتي جعلت منها رموزا للدولة الجزائرية يكفل لها القانون الجزائري كل الحماية المعنوية والمادية وتعرض كل من تسول له نفسه التطاول عليها للعقوبات القانونية.

ومن بين ما تم اقتراحه أيضا تخصيص جائزة سنوية باسم الأمير عبد القادر لأحسن  بحث أو دراسة حول هذه الشخصية وإنشاء مخابر بحث علمية تعنى بتخليد رموز  المقاومة والثورة التحريرية إضافة إلى إعادة بعث المشروع الوطني في المنظومة  التربوية والاهتمام بكل ما قام به الأمير عبد القادر وتوجيه البحوث العلمي والأكاديمية نحو شخصيته ومناقبه وتشجيع طبع المؤلفات العلمية واستغلال المواقع  التاريخية في تفعيل السياحة التاريخية.

وبالنسبة للأستاذة المحاضرة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بالبليدة، صباح مريوة، فان إدراج مادة في الجامعة حول دور الأمير عبد القادر في مجال القانون الدولي الإنساني أصبح ضروريا، داعية إلى السعي من اجل استرجاع الرسائل والوثائق الخاصة بالأمير عبد القادر والتصدي بكل الوسائل القانونية لكل  التصرفات غير القانونية ضد رموز المقاومة والثورة الجزائرية، كما اقترح نبيل ملوك، مستشار بديوان وزير السياحة والصناعة التقليدية وأستاذ علم الاجتماع هو الأخر إعداد مخطط اتصال فعال لتثمين التاريخ الكبير لشخصية الأمير عبد القادر من خلال عمل منهجي ومدروس.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى