وطن

الخبير الاستراتيجي، أحمد كروش: يوجد “لوبي” في فرنسا لا يهضم استقلال الجزائر

قال الخبير الاستراتيجي، أحمد كروش، لوكالة “سبوتنيك”، إن تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستيكس، إلى الجزائر “لم يكن بسبب فيروس كورونا كما قال الجانب الفرنسي، بل كان بطلب جزائري، وبدون تحديد موعد لاحق”.

وأضاف: “الأنباء المتداولة هنا، هي رغبة الجزائر في قدوم وفد أكبر، من أجل دراسة جميع الملفات بشكل دقيق، وضمان عدم التهرب من بعض الإشكاليات المطروحة”.

واعتبر كروش أن العلاقات الجزائرية الفرنسية “لم تكن دائما على ما يرام”، وهي خاضعة للشد والجذب. وقال: “تبقى العلاقات في تجاذب، تصل في بعض الأحيان إلى مستويات مقبولة لتعود وتتأزم، خاصة على المستوى الشعبي، حيث رأت فرنسا مكانتها في مرآة مسيرات الحراك الشعبي، التي رفعت شعارات معادية لفرنسا وللامتيازات الاقتصادية التي تمتعت بها بدون وجه حق”.

ومن بين أسباب التقلبات الكثيرة التي تشهدها العلاقات الجزائرية الفرنسية، أن هناك ما وصفه بـ “لوبي” في فرنسا، غير قادر، حتى اللحظة، على هضم استقلال الجزائر، وضياع كميات هائلة من الثروات على فرنسا، لهذا تجدهم يسعون للعودة بأي وسيلة كانت”.

وبالمقابل رأى كروش أن موقف السلطات الجزائرية، منذ بداية الحرك الشعبي ثابت في ناحية ربط جميع جوانب العلاقات مع فرنسا بما وصفه “ملف الذاكرة”، لافتا إلى أن السلطات الفرنسية انصاعت في بعض الأحيان للمطالب الجزائرية مثل إعادة جماجم عدد من أبطال الثورة الشعبية ضد الاحتلال، واعتراف فرنسا باغتيال المناضلين موريس أودان وعلي بومنجل، وهي خطوة إلى الأمام تعري أكاذيب فرنسا عن انتحارهما”.

واستطرد قائلا إن هذا يحدث “مع العلم أن فرنسا قتلت منذ تواجدها في الجزائر ملايين الجزائريين، لهذا تعتبر الجزائر ما صدر عن فرنسا بمثابة اعتراف جزئي، لا يرقى للاعتراف والاعتذار، ثم التعويض”. ونبه الخبير كروش إلى أن استقرار العلاقة بين الجزائر وفرنسا مرتبط بخطوات يتعين على باريس اتخاذها، وتتركز على الاعتراف بجرائمها في الجزائر، وكشف التعذيب والقتل الذي مورس ضد الجزائريين، والاعتذار والتعويض عن هذه الجرائم.

وحول هذه النقطة، كان وزير الخارجية، صبري بوقادوم، قد شدد أخيرا على ضرورة معالجة المسائل المتعلقة بالتعويضات عن التجارب النووية الفرنسية بطريقة أكثر جدية.

ب.ر

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى