ثقافة وفن

ملتقى وطني حول النقد الثقافي بجامعة أمحمد بوقرة ببومرداس

تحتضن جامعة امحمد بوقرة ببومرداس يومي 22 و23 أفريل القادم، المؤتمر الوطني الأول حول “النقد الثقافي في الخطاب النقدي العربي المعاصر، بين التنظير والممارسة”، والذي سيسلط الضوء من خلاله في وضع مقاربة مفاهيم ومقولات النقد الثقافي.

وحسب ما ورد في ديباجة الملتقى أن النقد الثقافي نشاط معرفي معاصر، أفرزته تيارات النقد لما بعد الحداثة، كردة فعل على المناهج النسقية وعلى رأسها البنيوية اللسانية، التي علمنت مقولاتها النقدية الظاهرة الأدبية، وبالغت في تسييج النص الأدبي وعزله عن محيطه وسياقاته الخارجية؛ فأهملت بذلك اعتبارات الذات والمتلقي والسياقات المتعددة في نقده، بدعوى أن لا أدبية للنص خارج حدود نسقه اللغوي أو جانبه الشكلي الجمالي. ومن ثمة، فإن مهمة النقد الثقافي هي “الانتقال بالممارسة النقدية من نقد النصوص والعناية بجماليتها الأسلوبية والبنائية، إلى نقد الأنساق المطمورة فيها، أي نقد محمولاتها الثقافية وكشف ومصادرة أنساقها المتخفية… وبذلك، فقد طرح النقد الثقافي مشروعا بديلا لمشروع النقد الأدبي، إذ تنبذ أطروحاته المعايير البلاغية الجمالية التي احتكم إليها نقد النص الأدبي ردحا من الزمن، وتهدف مساعي الناقد الثقافي من وراء مقولاته، إلى تحرير الخطاب من مبدأ الخضوع والتأسيس لفكرة “نقد ثقافة المركز ومواجهة هيمنة النسق”، متوسلا باستراتجية تفكيكية تنزع إلى التقويض والتشظي لتسليط الضوء على المهمش في الثقافتين الوطنيـة والإنسانية، ورد الاعتبار إلى القيم غير الجمالية الكامنة في أحشاء الخطاب الأدبي”.

وتتمحور إشكالية هذا الملتقى حول مسألة “تلقي النقد العربي المعاصر للنقد الثقافي، من حيث التنظير والتطبيق”، وتُثار في هذا السياق، جملة من الأسئلة تتطلب من الباحثين إجابات مستفيضة دقيقة، أهمها “ما موقف النقاد العرب من النقد الثقافي؟ هل استوعبوا أطروحات ومفاهيم هذا النقد؟ هل أصّل النقد العربي لهذا الوافد الجديد، فقدّم جديدا أو أجرى تعديلا على مقولاته، مُراعاة لخصوصيات خطابه؟ أم أنه تبناها بكلياتها، تسليما بما أقرته الثقافة التي أنتجت هذا النقد والخطاب الفكري الذي أفرزه؟ وإذا سلمنا بفرضية التعديل، فما المقولات التي ارتكز عليها خطاب النقد العربي في تجربته مع النقد الثقافي؟ ما الجديد الذي أضافه النقد الثقافي إلى الدراسات النقدية العربية المعاصرة؟ وإلى أي مدى وصل النقاد العرب بهذا النقد، تنظيرا، ثم تطبيقا؟.

 

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى