ثقافة وفن

“سقطة أخلاقية” في الحلقة الأولى من برنامج كاميرا خفية “أنا وراجلي”

إن الحديث عن محتوى البرامج الخاصة بهذا الموسم الرمضاني الجاري، حديث سابق لأوانه، خاصة ونحن في أول أيامه، غير أن ما قدمه برامج “كاميرا خفية” بث في قناة خاصة، بعنوان “أنا وراجلي” أثار جدلا واسعا بسبب الإساءة والتنمر الذي تعرض له ضحية عددها الأول.

أحدثت الحلقة الأولى من برنامج كاميرا خفية بعنوان “أنا وراجلي” بثته قناة تلفزيونية خاصة بالجزائر ضجة كبيرة، عقب إساءتها لضحيتها والتي تجاوز فيها كل حدود الإهانة والعنف، فأن تعرض امرأة كهدية لرجل يبلغ من العمر 39 سنة، مضمون الحصة وهو ان يتصل بأشخاص بغرض المشاركة في برنامج ترفيهي يوعد  فيه بالحصول على كثير من الهدايا، لكن ما يفاجئ به الضحية أن تهدى له امرأة قصد زواج بها على المباشر وأمام الملايين من المتتبعين، بالنسبة للضحية فكان له حلما صعب المنال ويأتي برنامج ترفهي يحقق له حلمه ويهديه زوجة صاحبة مال وجمال.

وهنا تساءل عدد من المشاهدين عن دور سلطة الضبط في مثل هذه البرامج التي أصبحت تستهزئ بالفقر وقلت المال، وكيف تسمح بعرض مثل هذه البرامج التي تتلاعب بمشاعر واحاسيس الناس بهذه السخافة والساذجة، كما تساءل عن الفتاة التي سمحت لنفسها أن تكون بضاعة تهدى بكل بساطة وقابلة للتزاوج من غير أدنى قيمة ل

المعضلة هنا ليست سذاجة هذا الرجل أو التلاعب بمشاعره وأحاسيسه بل الأدهى والأمر هو الفتاة التي قبلت أن تكون سلعة معروضة، قابلة للتزاوج، فكل رآها سقطة أخلاقية لا تليق بمتلقي جزائري يحترم قدسية الأم والابنة والأخت والعائلة.

ككل سنة وفي كل موسم رمضاني يعود بنا الحديث عن مثل هذه البرامج التي أضحت تصيب المشاهد بالتخمة من كثرت عددها، لكن معظمها خاوية القيم والمبادئ تسوق للعنف، وأغلبها إن لم نقل كلها بدون مضمون نوعي، هدفها ربحي صرف ، لحصد أكبر عدد ممكن من المشاهدات ، ولو على حساب القيم، والأخلاقيات والمشاعر الإنسانية في صورة ، هذه السقطة الأخلاقية التي بثت بإحدى القنوات والتي أضحت فيها المرأة هدية، أو سلعة تباع و تشترى، و لضحية مثل ما يقال عنه في وسطنا الشعبي “الزوالي” والاهانة التي تعرض لها من منشط الحصة، وهنا تساءل الكثيرين أي رسالة أرد تقديمها هذا البرنامج؟ ، وأين دور لسلطة ضبط السمعي بصري؟.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى