شباب يعملون على تحويل الجزائر إلى مدينة ذكية

يعمل شباب جزائريون على تحويل الجزائر العاصمة إلى مدينة ذكية، كلّ في اختصاصه، باستغلال تكنولوجيات الإعلام والاتصال لإدارة الموارد الحضرية بشكل أفضل في المواصلات والنقل والطاقة والمياه وإدارة النفايات والصحة وغيرها.

وتأتي هذه المبادرات من خلال شركات شبابية ناشئة شارك أكثر من ثلاثمئة منها في قمة المدن الذكية العالمية للاستثمار والتكنولوجيا بالعاصمة الجزائرية في شهر جوان الماضي.

حل مشاكل المواصلات

ففي مجال المواصلات، أطلقت مجموعة من الشباب منصة إلكترونية تحمل اسم “أوبتيشارج” لتقديم خدمات النقل والتوصيل على مستوى المنطقة من خلال توفير أحدث التقنيات للربط بين مزودي الخدمات والعملاء.

يقول الشاب أحمد بداوي، أحد أعضاء المشروع، للجزيرة نت “قمنا بإطلاق المنصة بعد إجراء أبحاث موسعة في السوق والعمل عن قرب مع شركات وأفراد، سواء كانوا ناقلين أو شاحنين من الجزائر”.

ويضيف “مشروعنا يتيح لشركات النقل وأصحاب الشاحنات، بما في ذلك شركات النقل الصغرى أو الأفراد محترفو النقل، الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء، والاستفادة بشكل أكثر كفاءة من مركباتهم”.

كما أطلق الشاب لمين أوباش تطبيق “ويني” الذي حقق نجاحا واسعا، إذ يسمح بمراقبة حركة السير أثناء قيادة السيارات بدقة ومشاركة المعلومات، وبالتالي توفير بيانات للسائقين تخص الطرقات المغلقة، ومحطات التزود بالوقود، وبؤر الازدحام، والطرقات الرئيسية والثانوية وغيرها.

جزيرة ذكية في خليج الجزائر

ظهرت في الآونة الأخيرة جملة من المنافسات والمسابقات الموجهة لهذا النوع من المشاريع بهدف تشجيع الشباب المبدعين ودعمهم لتجسيد تصاميمهم على أرض الواقع. وشهدت الجزائر منافسة قوية في مسابقة “Alegria 20XX” الدولية، حيث صمم الشاب أكرم عزيزي (23 عاما) الذي يدرس تخصص الهندسة المعمارية، “جزيرة ذكية” في وسط خليج الجزائر العاصمة مزودة بسفن ذكية توفر فضاءات للتسلية والترفيه والتثقيف وسط البحر.

وتمكن مشروع أكرم من الفوز بالجائزة الأولى في المسابقة التي جرت في نهاية يناير/كانون الثاني 2019. وصنفت لجنة التحكيم الدولية مشروع أكرم بوصفه ابتكارا متميزا من بين أربعمئة مشروع آخر، وسوف يتم دمجه في مشروع “جسر الجزائر” الذي تجري عمليات تطويره بغية وضعه في التصنيف الدولي للجسور.

مدينة ذكية ونظيفة

وتعتبر المشاريع التي تهتم بحماية البيئة ونظافة المحيط، من المشاريع التي تثير اهتمام الشباب الراغبين في الابتكار، ومن بين هذه المشاريع “GreenMat” الذي صممه طلاب المدرسة العليا للهندسة في الجزائر العاصمة لإعادة تدوير مخلفات السجائر وتحويلها إلى لبنات، واستغلالها في البناء. وبفضل هذا المشروع حصل الطلاب على لقب أفضل شركة شبابية ناشئة في الجزائر لسنة 2018.

كما قام 15 طالبا في جامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار الجزائر العاصمة، بابتكار حاويات نفايات ذكية توضع داخل المكاتب في المؤسسات والشركات ومراكز التسوق، تفرز وتعالج المخلفات وتتسع لنفايات أكبر بـ80% من الحاويات التقليدية.

الأطفال هم المستقبل

ولا تكتمل صورة المدينة الذكية إلا إذا تجسدت مظاهرها في الجيل الناشئ، ولهذا أثار الأطفال اهتمام الشباب المبتكرين، حيث عملوا على إطلاق مجموعة من المشاريع المبتكرة الموجهة للصغار، ومن بينها المشروع الذي أطلقته الشركة الناشئة “Quizzito”، ويشمل موقعا إلكترونيا وتطبيقا على الهواتف الذكية، يطور مهارات القراءة عند الطفل.

من جهة أخرى أثارت طالبات في المدرسة العليا للإعلام الآلي في الجزائر الانتباه من خلال مشروع “السوار الذكي”، وهو عبارة عن نظام إلكتروني، صممته الطالبات للأولياء من أجل مراقبة الأطفال خارج المنزل وتتبع حركاتهم وما يتعرضون له من الآخرين عبر تطبيق رقمي في الهاتف المحمول يعمل مع السوار الذكي الذي يوضع في يد الطفل.

الجزيرة نت

Exit mobile version