والدة الأسير الطالب المريض مصطفى زيد : يزداد خوفي وحزني خلال فصل الشتاء خاصة فجسد ابني المريض لا يحتمل هذه الظروف

تقرير: علي سمودي

من مؤسسة لاخرى ، تتنقل المواطنة ريما زيد ” أم طارق “، لإثارة ومتابعة قضية ابنها الأسير المريض والطالب الجامعي  مصطفى  عز الدين عدنان زيد ، بسبب معاناته من عدة أمراض مزمنة ، وحاجته الدائمة للرعاية والمتابعة وتوفير الأدوية التي لا يمكن أن يعيش دونها ، وتقول ” منذ ولادته ، يعاني ابني من عدة أمراض مزمنة والأخطر شحنات كهربائية زائدة ، تسبب له نوبات ألم شديدة خاصة في ظل الضغط والعزل والإرهاق وعدم الانتظام في الأدوية التي اقر الأطباء حاجته لتناولها طوال العمر “، وتضيف ” استيقظ من نومي بشكل مستمر ، مذعورة وقلقة على حياة ابني في ظل ظروف الاعتقال القاهرة والصعبة والتي يعاني منها الأسرى الذين لا يعانون من أية أمراض ، فكيف بمصطفى الذي يعيش على الأدوية ومطالب بمراجعة الأطباء بشكل منتظم لتقييم حالته؟ “، وتكمل ” يزداد خوفي وحزني خلال فصل الشتاء والبرد ، فجسد ابني لا يحتمل هذه الظروف ، ولا نملك سوى الصبر والتضرع لرب العالمين ليحميه لنا ويديم عليه الصحة حتى تنجلي هذه المحنة وايامها الحالكة ويعود الينا سالماً دون أذى وضرر كما حدث معه خلال التحقيق.

من حياته ..

قبل عشرين عاماً ، ولد الأسير مصطفى في بلدة يعبد بمحافظة جنين ، ليكون الثاني  في عائلته المكونة  من 6 أنفار ، وتقول والدته أم طارق ” ابني شاب طيب وخلوق وبار بوالديه ، عانى من صغره من المرض لكن رب العالمين حماه لنا ، فعاش حياة طبيعية ، نشأ وتربى على الأخلاق العالية والدين في بلدتنا يعبد التي تعلم بمدارسها  حتى انهى الثانوية العامة بنجاح “، وتضيف ” تمتع دوماً بالطموح والأمل الكبير بالمستقبل ، فتابع تعليمه وانتسب لكلية حجاوي في مدينة نابلس ، تخصص مساحة حتى أنهى عامه الأول ، لكن الاحتلال قطع عليه الطريق وحرمه من إكمال دراسته الجامعية.

الاعتقال والتحقيق ..

تنهمر دموع الوالدة أم طارق ، خلال استعادتها لحظات اعتقال مصطفى فجر تاريخ 18/12/2018 ، وتقول ” في حوالي الساعة الواحدة فجراً ، اقتحم العشرات من الجنود منزلنا ، عزلونا في غرفة واحدة لمدة ساعتين وسط حراسة مشددة ، واقتادوا مصطفى لغرفة أخرى “، وتضيف ” أخضعه الجنود للتحقيق الميداني مع والده حتى انتهت عملية التفتيش ، ثم صادروا هاتفه الخلوي واعتقلوه دون مراعاة كونه مريض وبحاجة لعلاج وأدوية مستمرة ، فبكيت وحزنت كثيراً عندما شاهدت الجنود ينتزعونه من بيننا مقيد اليدين والقدمين “، وتكمل ” مرة اخرى ، لم يهتم الاحتلال بحالة ابني المرضية ، ونقلوه الى أقبية ونازين التحقيق في سجن الجلمة ، تعرض للتحقيق العسكري لمدة 35 يوماً ، وشعرت بقلق كبير ، خلال زيارته الأولى ، فقد شاهدت اثار التعذيب على وجهه وقدمه ووترها بشكل خاص والذي يؤكد ظلم الاحتلال وانتهاكاته التي تعرض حياة أسرانا للخطر.

خلف القضبان ..

استمرت رحلة معاناة مصطفى وعائلته بين المحاكم في ظل رفض الاحتلال إطلاق سراحه بسبب حالته الصحية ، وتقول والدته ” قدم المحامي التقارير الطبية التي تؤكد خطورة احتجازه في ظروف السجون الصعبة وحاجته الماسة للعلاج ، لكن المحكمة واصلت تمديد توقيفه بناء على طلب المخابرات “، وتصيف ” نزل للمحاكم العسكرية  أكثر من 10 مرات ، حتى  حوكم  بالسجن الفعلي 21 شهراً وغرامة 4 ألاف شيكل  اى مايعادل 1200 دولار امريكى ، ومن سجن مجدو نقل الى جلبوع الذي ما زال يقبع فيه حتى اليوم.

خوف وقلق ..

تواظب المواطنة أم طارق ، رغم معاناتها من المرض على زيارة أسيرها ، وتقول ” انتظر موعد الزيارة على أحر من الجمر حتى أتمكن من رؤيته والاطمئنان عليه ،  واشعر بفخر كبير لصموده وصلابته وصبره أمام أوضاع السجن القاسية في الصيف والشتاء “، وتضيف ” دائما نعيش حالة من الخوف والقلق والتوتر على ابني الذي لا يغيب ذكره عنا ،   اشعر بفقدانه كثيرا في كل جلساتنا ، وأصعب لحظاتي هذه الأيام ، لا يغمض لي جفن لتفكيري بحالته ووضعه في ظل الشتاء والبرد القارص ،  لكن الله معه وسيبقى معه واتمنى الفرج القريب له ولكافة الاسرى جميعا”، وتكمل ” في العام الجديد ، أقول لابني :  ابقى صامدا واصبر،  والذي يصبرني صلاتي ووقوفي امام الله وانا ادعو له بالصبر ومواصلة الثبات وان شاء الله ستتحرر قريباً ، فلايوجد سجن يغلق بابه  على احد.

Exit mobile version