الأخيرةثقافة وفنفي الواجهة

مولوجي تؤكد: المحافظة على التراث في صلب اهتمامات الدولة

 

  • نحو دراسة إمكانية توسعة نطاق الحظيرة الثقافية طاسيلي ناجر بجانت

أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أن المحافظة على ترثنا المادي وغير المادي هو في صلب اهتمامات الدولة ويتجلى ذلك من خلال الإرادة الكبرى لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ليس فقط في المحافظة على التراث الثقافي، وإنما في تثمينه واستغلاله وجعله موردا اقتصاديا خلاقا للثروة ومناصب الشغل، والحرص على إدماجه في العجلة الاقتصادية حتى يتبوأ المكانة التي يستحقها.

وأضافت الوزيرة في ردها على سؤال لعضو مجلس الأمة مبروك دريدي المتعلق بالتراث المادي وغير المادي خلال جلسة علنية مخصصة للأسئلة الشفوية أول أمس، أن الوزارة باشرت في إعادة النظر في كل الترسانة القانونية والتنظيمية المرتبطة بالتراث الثقافي، وذلك بغية إرساء قواعد ورؤية جديدة كفيلة برفع التحديات التي كانت تعيق الاستغلال الأمثل لتراثنا المادي وغير المادي، إضافة إلى رسم وإرساء المعالم الجديدة التي تتماشى والرؤية الجديدة للدولة الجزائرية في هذا السياق، كما ترتكز الإستراتجية المنتهجة لحماية التراث الثقافي المادي وتثمينه، على تصنيف الممتلكات الثقافية المادية ذات الأهمية في قائمة التراث الوطني وإنشاء متاحف وحظائر وطنية جديدة والقيام بعمليات ترميم وإعداد مخططات الحماية الخاصة بالمواقع الأثرية والمخططات الدائمة للحفظ والاستصلاح الخاصة بالقطاعات المحفوظة، كما تم إطلاق منصة “تراثي” المخصصة لمحاربة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، والنظام المعلوماتي الجغرافي الذي يعرض كل المعلومات الخاصة بقطاع الثقافة والفنون من تراث وفعاليات وجمعيات ثقافية وهياكل في شكل خرائط، إضافة إلى الخريطة الأثرية الجزائرية التي تجمع نتائج الأبحاث الأثرية وجرد الممتلكات الثقافية العقارية في خريطة واحدة وإنجاز تطبيق رقمي على شكل خريطة تفاعلية، حيث تم إحصاء 15000 موقعا أثريا ومعلما تاريخيا التي من شأنها توفير قاعدة ثرية للمعطيات ومجموعة المؤشرات التراثية التي تساعد في اتخاذ القرارات في وقت قياسي.

ومن أجل تجسيد هذه الرؤية في الحفاظ على التراث، قالت الوزيرة أنه تم الانتقال إلى ترجمة الاقتصاد البنفسجي على أرض الواقع، كما يتم الاشتغال حاليا على دفاتر شروط خاصة باستغلال وحماية مجموعة من المواقع والمعالم الكبرى كمرحلة أولى في انتظار تعميمها على مواقع أخرى،حيث سيتم الإعلان عن مزايدة وطنية بمجرد الانتهاء من ضبط الشروط التي تضمن حماية وتثمين واستغلال هذه المواقع في الوقت ذاته.

وقصد تدعيم التربية التراثية لدى الناشئة والشباب وتنويع النشاطات التراثية بالمواقع المفتوحة للزيارة ضمن أقاليم الحظائر الثقافية، قالت الوزيرة أنها تعمل بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية على برمجة زيارات وخرجات تربوية منتظمة لفائدة التلاميذ إلى المتاحف الوطنية مع تنظيم ورشات بيداغوجية لهم وهذا بهدف تعريفهم بموروثنا وكيفية الحفاظ عليه، وترسيخ البعد التاريخي والحضاري لديهمـ إضافة إلى قيام المؤسسات المتحفية بالتنقل إلى المؤسسات التربوية بما يسمى بالحقيبة المتحفية أين يتم تقديم عروض وإلقاء محاضرات، إضافة إلى تعزيز المناهج التربوية بنصوص وصور عن التراث الجزائري المادي وغير المادي في كل المراحل الدراسية، مع التركيز على تخصيص برامج موجهة للأطفال سواء على مستوى المسارح أو دور الثقافة.

أما فيما يتعلق بالتعاون مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية كشفت الوزيرة  أنه يجري العمل وفقا لاتفاقية إطار على استغلال التراث الثقافي لأغراض التنمية المحلية لاسيما في مناطق الظل إضافة إلى المنتجات الثقافية ذات الطابع السياحي، مع تعزيز السياحة الثقافية عبر المسالك الموضوعاتية المتخصصة ومرافقة المبادرات الإبداعية للشباب في مجال السياحة الثقافية والسماح للفنانين بإقامة معارض على مستوى الفنادق والفضاءات التابعة لوزارة السياحة والصناعة التقليدية إلى جانب إطلاق أرضية رقمية تعنى بالمسالك الثقافية والسياحية في الجزائر .

…نحو دراسة إمكانية توسعة نطاق الحظيرة الثقافية طاسيلي ناجر بجانت

وفي ردها على سؤال لعضو مجلس الأمة عمر خماياس، بخصوص حماية الممتلكات الثقافية المادية لولاية جانت على المستوى الوطني، أعلنت وزيرة الثقافة والفنون، عن تكليف فوج عمل يضم خبراء وتقنيين لإعداد دراسة حول إمكانية توسعة نطاق الحظيرة الثقافية طاسيلي ناجر بولاية جانت لتشمل بلديات شمال ولاية إليزي (الدبداب، عين آمناس وبرج عمر ادريس)، مشيرة أن هذا المقترح سيعرض على اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية كمرحلة أولى ثم تقديم طلب للحصول على الاعتمادات المالية اللازمة من المصالح المختصة، وأضافت أن هذه الحظيرة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو سنة 1982، قد استفادت في إطار مشروع المحافظة على التنوع البيولوجي ذي الأهمية العالمية والاستعمال المستدام لخدمات الأنظمة البيئية في الحظائر الثقافية الجزائرية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالجزائر وصندوق البيئة العالمي من عديد المشاريع التنموية الهادفة للحفاظ على الموروث الطبيعي والثقافي والتنوع البيولوجي بها وكذا البرامج التكوينية المتخصصة.

من جهة أخرى، قالت مولوجي أن الدولة خصصت في إطار الصندوق الخاص لتطوير مناطق الجنوب FSDRS، غلافا ماليا قدره 11 مليار سنتيم، لإعادة الاعتبار وتهيئة القصور بجانت، ولتعزيز مهام هذه الحظيرة ولتمكينها من حماية موروثنا الطبيعي والثقافي استفادت من عملية بغلاف مالي قدره أربعة مائة مليون دينار جزائري (400 مليون دج) بهدف إنجاز 20 مركز مراقبة وتوفير 17 سيارة رباعية الدفع، وأضافت بأن قطاع الثقافة قد استفاد هذا الشهر مساهمة مالية من قبل شركة سوناطراك بمبلغ مالي يقدر بـ 25 مليون دج، بهدف جرد الممتلكات الثقافية على مستوى الحظيرة الثقافية لطاسيلي ناجر.

وفي ردها على سؤال للعضو زوبيري سمير المتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي بولاية البويرة ومدينة سور الغزلان، قالت الوزيرة أنه تم تسجيل عدة عمليات تخص حماية التراث الثقافي، ضمنها دراسة وترميم أسوار وأبواب سور الغزلان وبرج حمزة ومسجد أث إبراهيم، وقالت بشأن “الثكنة العسكرية” و”ساحة السلاح” اللذين تم تحويل استغلالهما لصالح قطاع الثقافة والفنون بموجب محضر مصالح أملاك الدولة للبويرة أنه موقع محمي على المستوى المحلي وذلك من خلال تسجيله في قائمة الجرد الإضافي 2013، وملف التحيين تم إيداعه على مستوى المصالح الولائية المختصة للبويرة في انتظار اتخاذ الإجراءات اللازمة.

أما بخصوص أسوار مدينة سور الغزلان، أوضحت السيدة الوزيرة أنه تمَت الموافقة على تصنيفها على قائمة التراث الوطني من طرف اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية في شهر جانفي 2023، وللحفاظ على هذا الممتلك الثقافي من الزوال والانهيار، نظرا للأهمية التي يكتسيها في تاريخ المنطقة، فقد استفاد من عملية ترميم تم الانتهاء منها، إضافة إلى ترميم “باب الدزاير”الذي هو في مرحلته الأخيرة وسوف يتم الانتهاء من المشروع منتصف شهر جوان2023، وفيما يتعلق ببابي بوسعادة وسطيف فهما قيد الترميم، و قد أسديت تعليمات تقضي بضرورة تسريع وتيرة الأشغال من أجل إتمام المشروعين في أقرب الآجال الممكنة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى