موسكو تعزز هجومها في دونباس وكييف تواجه صعوبات جدية

بدا أمس، الثلاثاء، أن موسكو تقترب سريعاً نحو إحكام سيطرة كاملة على مدينة سوليدار المهمة في دونيتسك، ما يفتح الطريق نحو تعزيز الهجوم الروسي القوي الهادف إلى إلحاق هزيمة كبرى بالقوات الأوكرانية في المنطقة، وتنفيذ أحد الأهداف الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في «تحرير كل أراضي دونباس».

وبعد مرور أيام على تعزيز الهجوم الروسي في أطراف دونيتسك، اتجهت معركة سوليدار إلى الحسم، وسط توقعات بسقوط قريب للمدينة الاستراتيجية، واستكمال هدف السيطرة على باخموت «ارتيوموفسك» المجاورة. وتفتح التطورات على تحول نوعي في المعارك الجارية، خصوصاً على خلفية إقرار الجانب الأوكراني بمواجهة «صعوبات جدية» في المنطقة.

وأعلنت سلطات دونيتسك الثلاثاء، أن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر فادحة خلال المعارك التي جرت الاثنين في محيط بلدة سوليدار، وفقدت أكثر من 170 قتيلاً، وعشرات الآليات خلال يوم واحد. وتجري معارك ضارية في المنطقة منذ نحو شهرين، لكن الهجوم الروسي الذي أعيد تنظيمه في الأيام الماضية، بدا أنه بات يحقق نتائج سريعة على الأرض. ولم تستبعد مصادر إعلامية روسية أن يكون تدني درجات الحرارة، وانتشار الصقيع في المنطقة، ساعد على تنشيط تحرك الآليات الثقيلة الروسية بعد تجمد التربة.

وأعلن خلال اليومين الماضيين عن مقتل عدد من الضباط الأوكرانيين، بينهم قائد عمليات الدفاع عن سوليدار. وكانت أوكرانيا أقامت خطوطا دفاعية قوية في المنطقة، لكن الهجوم الروسي نجح في تدميرها وفقاً لتقارير روسية.

وأكدت تقارير روسية انسحاب القوات المسلحة الأوكرانية من بعض المواقع، واضطرارها إلى استقدام احتياطيات إضافية إلى هذه المنطقة. ورأت أن «الأيام القريبة القادمة ستبين ما إذا كانت القوات الأوكرانية ستتمكن من الحفاظ على الوضع تحت سيطرتها. فمن غير المستبعد أن تتلقى أوامر بالانسحاب بسبب الخسائر الكبيرة التي تتعرض لها».

وبرغم ذلك، لفتت وسائل إعلام، إلى أن «المعارك في أرتيموفسك وسوليدار تظهر أن كييف لا تعبأ بالخسائر. فوفقاً لبعض التقارير، في أسبوع واحد فقط، سقط في سوليدار أكثر من 500 جندي أوكراني بين قتيل وجريح. ومع ذلك، استمروا (أي الأوكرانيون) في إرسال مئات من الجنود الجدد إلى القتال».

Exit mobile version