كتب

للاعلامي الصحراوي حمة المهدي: صدور كتاب جديد حول “الاستعمار والمقاومة في الصحراء الغربية”

أصدر الإعلامي والكاتب الصحراوي حمة المهدي، كتابه الجديد “الاستعمار والمقاومة في الصحراء الغربية”، تناول فيه مقاومة الشعب الصحراوي كواحدة ضمن أهم التجارب الكفاحية التي خاضتها شعوب المعمورة ضد الأطماع الخارجية والتكالب الاستعماري بتعدد أهدافه.

الكتاب الصادر عن العاصمة الفرنسية باريس عن دار النشر “لارماتان”، تضمّن الكتاب الذي جاء في 140 صفحة باللغة العربية، العديد من الفصول، شملت “جذور الاستعمار في الساقية الحمراء ووادي الذهب”، و”حملات الاستعمار الأوروبي والصحراء الغربية”، و”معارك بطولية وملاحم تاريخية وملك الحكامة واتفاق الهدنة مع المستعمر”.

وتعرّض الكاتب الى “السياسة الاستعمارية الاسبانية في الصحراء الغربية”، و”قضية الصحراء الغربية تدخل أروقة الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية”، اضافة إلى تحليل “الظروف السياسية والاجتماعية للصحراء الغربية في ظل الاستعمار” و”تأسيس المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء” و “تقرير عن الحزب السري الصحراوي”.

وتطرّق الكتاب، الذي ساهمت منظمة “كاراسو” التي تنشط بفرنسا في تسهيل ومتابعة اصداره، إلى شخصية سيد ابراهيم بصير، الزعيم المؤسس للحركة الطليعية، وقدّم عرضا حول موضوع “انتفاضة الزملة… الشعب الصحراوي يقرر مصيره”، وتوضيح مهمة “بعثة تقصي الحقائق الأممية إلى الصحراء الغربية وموقف دول الجوار”.

وركّز الكاتب في مؤلفه على العصر الحديث مع موجة التحرر “التي اجتاحت العالم الثالث لطرد المستعمر وتحرير البلدان من الهيمنة والغزو الذي ارتكب مجازر بشعة في سبيل السيطرة والاستحواذ على أراضي وخيرات الشعوب، فكان الشعب الصحراوي في مواجهة مباشرة مع الاستعمار الاسباني، وما تبعه من غزو ومحاولات للتوسع للنظام المغربي”.

وأضاف حمة المهدي: “في هذا السياق، يأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على جوانب من المقاومة الوطنية الصحراوية في العصر الحديث، ويقدمها للأجيال من أجل الاستفادة من دروس التاريخ، لمواصلة المشوار وبناء مستقبل زاهر على أسس الحرية والكرامة والقيم الإنسانية”.

واستعرض الاعلامي الصحراوي جوانب من الكفاح السلمي والعسكري، مرورًا بالحركة الطليعية لتحرير الصحراء وانتفاضة الزملة التاريخية، وما سبقها وتبعها من مؤامرات مهدت الطريق أمام الغزو العسكري المغربي ودخول الشعب الصحراوي في الحرب الوجودية المستمرة حتى اليوم.

وأكّد حمة المهدي أنّ ما عزز قرار استئناف الكفاح المسلح من جديد، ردًا على الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار والتوسع عسكريا نحو منطقة الكركرات، جنوب الصحراء الغربية، من اجل فتح أكبر معبر غير شرعي في العالم، الذي يستغل -كما أضاف- في تهريب المخدرات والقنب الهندي نحو افريقيا، هو الجمود الذي يمر به مخطط التسوية الاممي وتعثر المفاوضات، بسبب العراقيل التي يضعها الاحتلال في طريق الحل السلمي، وما نجم عنه من تذمر في الاوساط الشعبية، خاصة فئة الشباب.

وأبرز أنّ استئناف الكفاح المسلح مكن جبهة البوليساريو من كسر حالة الجمود وتأجيج فصول المعركة مع الاحتلال المغربي على أكثر من صعيد، وبالتالي ممارسة المزيد من الضغط على الرباط للانصياع للشرعية الدولية والوصول إلى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.

وأبرز الكاتب في مؤلفه ايضا الحدود الحقيقية للمغرب والتي وثقتها العديد من الوقائع والحقائق التاريخية، مستدلا في هذا الشأن بالعديد من المراجع التاريخية، تعتبر سنة 1767 مفصلية في تاريخ الصحراء الغربية إثر توقيع معاهدة مراكش بين السلطان المغربي محمد بن عبد الله والملك الإسباني كارلوس الثالث، والتي أقرّ فيها الأول بأنّ لا سيادة له بعد واد نون جنوبًا.

وتطرّق الاعلامي الصحراوي إلى كل القرارات الاممية التي تصنف الصحراء الغربية على أساس الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي وإلى القرارات القانونية التي أكدت بوضوح بأن المغرب لا يمارس أية سيادة أو سلطة إدارية على الصحراء الغربية.

يُشار إلى أنّه صدرت للكاتب عدة مؤلفات من قبل منها كتاب “الثورة الآن أو أبدًا”، وهو قراءة في فكر الشهيد الولي مصطفى السيد مؤسس جبهة البوليساريو، وكتاب “رجل الحرب والسلم” الذي استعرض مسيرة الرئيس السابق محمد عبد العزيز خلال أربعة عقود من قيادة جبهة البوليساريو والجمهورية الصحراوية وإسهاماته الكبيرة في مختلف جوانب الفعل الصحراوي، الى جانب كتاب “المرابطون… حضارة أشرقت من قلب الصحراء” الذي تناول تاريخ دولة المرابطين ومجال تأسيسها من الصحراء الغربية وموريتانيا

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى