الأخيرةفي الواجهةولايات

قالمة.. الحمامات المعدنية قبلة الزوار في فصل الشتاء

مع حلول فصل الشتاء من كل سنة تتحول الحمامات المعدنية الساخنة بقالمة إلى قبلة لآلاف الزوار الراغبين في العلاج الطبيعي بالمياه الساخنة طبيعيا أوإمتاع عيونهم بأبخرة الشلال الذهبي.

وفي كل موسم شتوي تستعيد المنطقة صوت شاعر الثورة مفيد زكرياء وهو يصفها في أبيات خالدة من إلياذة الجزائر بقوله “وقالمة تزهوبحمامها..يهدهد معسول أحلامها، يشيع البخار بتاريخها…ويشكومواجع أحلامها”، بعدما تتزين المناطق التي تتواجد بها الحمامات الحارة على غرار حمام دباغ وحمام اولاد علي بـهيلوبوليس وحمام النبائل وعين العربي وبوحشانة وتفتح أحضانها لاستقبال زوارها من داخل وخارج الوطن.

ورغم وجود عدد كبير من منابع وحمامات المياه الحارة بالولاية فإن منطقة حمام دباغ التي يوجد بها موقع الشلال الذهبي للمياه الحارة الواقعة بنحو25 كلم غرب عاصمة الولاية وحمام برادع الواقعة بنفس المسافة من الناحية الشمالية للولاية تحظيان بحصة الأسد من الإقبال والاهتمام والتسويق الإعلامي، نظرا لتوفرهما على مركبات سياحية ومحطات حموية وهياكل استقبال عصرية تتوفر على كافة شروط الراحة والاسترخاء والعلاج.

وتكتظ الشوارع والحدائق والمساحات العمومية لحمام دباغ وحمام أولاد علي، على طول فصل الشتاء وخاصة في فترة العطل الأسبوعية، بمئات السيارات وحافلات النقل العمومي المرقمة بأرقام ولايات من الزوايا الأربع للبلاد والتي تتقاسم قلوب أصحابها من العائلات وتلاميذ المدارس والثانويات وطلبة الجامعة حبا واحدا هوالاستمتاع بمنظر وملمس حرارة المياه الطبيعية المنبعثة من باطن الأرض.

وحسب الأرقام المقدمة من نجلاء بشينية، مديرة السياحة والصناعة التقليدية بقالمة، فقد بلغ عدد زوار موقع الشلال السياحي بحمام دباغ السنة المنقضية 450 ألف زائر من داخل وخارج الوطن، ما يفوق 79000 منهم زاروا الموقع في الفترة الشتوية، مضيفة بأن عدد السياح الأجانب الزائرين للموقع العام الماضي فاق 3600 سائح قدموا من 125 دولة عبر العالم.

وأفادت المديرة بأن عدد الوافدين على المحطات الحموية بالولاية خلال شهر يناير الماضي من السنة الحالية 2024 تجاوز 27 ألف زائر من بينهم عدد معتبر من الأجانب، مبرزة بأن السنة الماضية 2023 عرفت استقبال المحطات الحموية لما يفوق 211 ألف سائح من داخل وخارج الوطن من بينهم ما يقارب 33500 زائر خلال شهر ديسمبر الماضي.

..نحو تعزيز هياكل الاستقبال الحموي بالولاية

وأفادت مديرة السياحة والصناعة التقليدية بالولاية، أنه من المرتقب أن تتعزز هياكل الاستقبال السياحي بالولاية ب3 مؤسسات فندقية حموية جيدة بطاقة استيعاب كلية تصل إلى382 سريرا لتضاف إلى طاقة الاستيعاب الحالية بالولاية والمقدرة ب1711 سريرا موزعة عبر عدة محطات عمومية وخاصة منها المركب السياحي الحموية “الشلالة ” بحمام دباغ الذي يتوفر على 625 سريرا بمجموع 170 غرفة من مختلف الأحجام و112 “بنغال”، كما أن أصحاب المساكن الخاصة عادة ما يساهمون في استيعاب الوافدين على الولاية من خلال كرائها للزوار في إطار صيغة الإيواء لدى الساكن.

وبالنسبة لمديرة القطاع فإن الولاية تحصي 13 منبعا للمياه الحارة تنتشر ببلديات حمام دباغ وهيلو بوليس وعين العربي وحمام النبائل وبوحشانة وتتراوح نسبة تدفق الواحد منها بين 06 لترات إلى 25 لتر في الثانية وتتوفر، حسب والمختصين، على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض منها الجلدية وأمراض المفاصل والأعصاب ومشاكل التنفس ما يجعل من المنطقة –حسبها — مؤهلة لتكون قطبا في السياحة الحموية وتعزز مكانة الجزائر كمقصد ووجهة سياحية عالمية.

من جهتهم، عبر بعض الزوار بمنطقة حمام دباغ السياحية عن ارتياحهم لظروف الاستقبال سواء بالهياكل الفندقية أوبقية الأماكن التي يقصدونها سواء الساحات العمومية أوالفضاءات التجارية أوالمناطق الغابية والطبيعية القريبة من الحمامات.

وأشارت السيدة عائشة، القادمة من وسط البلاد رفقة عائلتها المكونة من زوجها وأبنائها الأربعة، بأنها حققت حلمها بزيارة منطقة “حمام دباغ” التي كانت تسمع عنها من خلال الأسطورة الشعبية، مضيفة بأن أفراد العائلة انبهروا بالمشهد الخرافي الذي تصنعه تلك الصخور المنتصبة بأحجام متفاوتة في منطقة “العرائس” والتي يزيدها الشلال الذهبي ذي المياه البلورية قوة ومهابة.

أما محمد الصالح من جنوب البلاد فقد اعتبر بأن حمام أولاد علي ببلدية هيليو بوليس هو مكانه المفضل كلما زار ولاية قالمة، مشيرا إلى أنه إلى جانب الاستشفاء والارتماء بين الأحضان الدافئة للحمامات الموجودة بالمنطقة فإن تواجد هذه القرية المعزولة وسط الطبيعة العذراء يريح النفس ويخلق الصفاء الذهني والروحي.

ب.ر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى