ولايات

غرداية: أجواء روحانية مميزة للاحتفال بمولد خير الأنام

تميز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليلة الجمعة إلى السبت في غرداية بأجواء روحانية سادتها طقوس دينية مستوحاة من عمق الأصالة والتراث الثقافي والاجتماعي الذي تشتهر به منطقة وادي ميزاب.

وتكرس هذه التقاليد الراسخة والطقوس الدينية المفعمة بالألوان والرموز والأصوات والروائح الزكية عادات الأسلاف المتوارثة في الاحتفال بهذه المناسبة الدينية بمختلف قصور غرداية جيلا بعد جيل.  وعرفت هذه المناسبة السنوية تنظيم مواكب لجموع من المحتفلين مرتدين الزي التقليدي رفقة أبنائهم، وهم يجوبون أزقة القصور القديمة مرددين أناشيد ومدائح دينية مابين صلاتي المغرب والعشاء، تحت أضواء خافتة منبعثة من مصابيح تقليدية التي تنير بالزيت و المعروفة محليا بـ “إيناران”.

وتلتقي الجموع الغفيرة من المشاركين في هذا الموكب الديني أمام المسجد العتيق الذي يتوسط قصر بني يزقن، حيث وضع وعاء كبير لصب كمية الزيت المتبقية من المصابيح التي يحملونها.

وفي هذا الصدد، قال السيد أحمد سبع أحد أعيان بني يزقن أن “استعمال الزيت في إنارة مصابيح المسجد عادة قديمة في المنطقة تعود إلى مرحلة ما قبل الطاقة الكهربائية”. وككل سنة تعرف هذه الاحتفالية إقبالا استثنائيا، لاسيما من قبل أهل المنطقة القاطنين خارج الولاية، إلى جانب الزوار الوافدين عليها إذ تساهم في إحياء التقاليد المتوارثة على مدى عدة قرون وكذا المحافظة عليها.  وخلال مرور الموكب، لم يخفي أحد زوار قصر مليكة بغرداية، الذي يحضر لأول مرة هذه الاحتفالية، قائلا: ”لقد تملكني شعور عميق وأصابتني قشعريرة عند سماعي لهؤلاء الفتية وهم يمدحون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم”.

ويتسم إحياء المولد النبوي بأجواء مفعمة بالروحانية عبر المساجد، تتمثل في استعراض جوانب من السيرة النبوية وإنشاد المدائح الدينية على مولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام، والتي تصدح بها الحناجر إلى غاية بزوغ فجر اليوم الموالي. كما تعد هذه المناسبة الدينية فرصة لتجمع أفراد العائلة الكبيرة وقضاء وقت ممتعا فيما بينهم.

و.س

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى