ظاهرة اللحن في اللغة العربية” موضوع يوم دراسي بجامعة معسكر

 

فتحت جامعة معسكر، ابوابها امام الباحثين والمختصين في مجال اللغة الراغبين في المشاركة في اليوم الدراسي الوطني الذي ستنظمه في 11 من شهر مارس المقبل، حول “ظاهرة اللَّحن في اللغة العربية-المشكلات والحلول”، هذا وقد حددت الجامعة اوخر الشهر الجاري كاخر اجل لاستقبال المشاركات.

ياتي هذا اليوم الدراسي وفق ما اوضحه المنظمون في بيان لهم تحوز الحياة العربية على نسخة منه،  لمناقشة كيفية التقليل من ظاهرة اللَّحن في الأداء اللغوي للعربية،و السعي إلى تعويد المتحدث بالعربية على التخاطب بها بشكل صحيح، وكذا تدريب متعلم العربية على تطبيق القواعد النحوية أثناء أدائه اللغوي. وفي هذا المنحى، يشير القائمون على هذا اليوم الدراسي إلى أنه من معاني اللَّحن في اللغة الخطأ في الإعراب، ومخالفة وجه الصواب في الكلام، ويرجع سبب ظهور اللحن في تاريخ اللغة العربية إلى اختلاط العرب بغيرهم من الأعاجم، وفي هذا الشأن قال أبو بكر الزبيدي “ولم تزل العرب تنطق على سجيتها في صدر إسلامها وماضي جاهليتها؛ حتى أظهر الله الإسلامَ على سائر الأديان، فدخل الناس فيه أفواجا، وأقبلوا إليه أرسالا، واجتمعت فيه الألسنة المتفرقة، واللغات المختلفة، ففشا الفساد في اللغة العربية، واستبان منه الإعراب الذي هو حِلْيها، والموضح لمعانيها؛ فتفطن لذلك من نافر بطباعه سوء أفهام الناطقين من دخلاء الأمم بغير المتعارف من كلام العرب.

يوضح المنظمون أنه رغم جهود العلماء قديما وحديثا في وضع المصنفات اللغوية، بغية الحد من ظاهرة اللحن، إلا أن هذه الظاهرة انتشرت في عصرنا هذا أكثر من أي وقت مضى، لأسباب مختلفة، بعضها يعود إلى التداخل اللغوي، وبعضها الآخر يعود إلى الإفراط في التسامح اللغوي، وبعضها يعود إلى ضعف التكوين اللغوي، خصوصا في ظل نوافذ الإعلام الجديدة التي زادت هذه الأغلاط تثبيتا في أذهان المتلقين و ترسيخا.

من هذا المنطلق، يسعى مخبر “اللسانيات العربية وتحليل النصوص” إلى معالجة ظاهرة اللحن في اللغة العربية بالوقوف على مشكلات هذه الظاهرة، وتقديم مقترحات علمية وعملية، من أجل التقليل -على الأقل- من استفحال هذه الظاهرة في واقعنا الراهن، من خلال أربعة محاور أساسية تتمثل في “اللحن في التراث العربي وموقف العلماء منه”، “اللحن في الخطابات الراهنة المختلفة (الخطاب التعليمي، الخطاب الإعلامي، الخطاب الديني، الخطاب القانوني، المراسلات الإدارية..)”، ناهيك عن “اللحن والتداخل اللغوي (العربية الفصحى، العامية، اللغات الأجنبية)” و”التسامح اللغوي مفهومه وضوابطه”.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version