كتب

سهام شريط لـ”الحياة العربية”: “جزء من التاريخ.. قصة زوجين” قصة عشنا تفاصيلها رواية وحضورا

سهام شريط، كما يعرفها جميع من في الساحة الفنية، مزجت أناملها بين الريشة والقلم، من لوحات فنية إلى كلمات مبدعة، تحاكي الواقع بها، لتخرج إبداعا تخاطب به قلب القارئ.

.. حوار: لعور خديجة

قامت الكاتبة سهام شريط، بنقلة تاريخية، عبر روايتها الأخيرة، ابتعدت هذه المرة، عن الكتابة الشعرية والروائية، لتلجأ عبر أناملها لكتابة قصة تاريخية، تنبض بالحقيقة.  دعتنا من خلالها، للتعرف على شخصيتين ثوريتين، أسدل الستار عنهما لسنوات كثيرة، وها قد جاءت الكاتبة، لتعرف القارئ عنهما.

قدمت الكاتبة سهام شريط، من ولاية تبسة، آخر أعمالها الأدبية، “جزء من التاريخ .. قصة زوجين” الذي تعرض من خلاله السيرة الذاتية، لوالديها المجاهدين “زعراء عثماني” و”الحاج علي شريط”.

مؤلف جديد، صادر عن دار “كلاما” للنشر والتوزيع، يروي في 112 صفحة، قصة كفاح والديها الراحلين، في سبيل استرجاع السيادة الوطنية، كل بطريقته.  وتتطرق المؤلفة سهام، في الجزء الأول من كتابها إلى قصة حياة والدتها “زعراء عثماني” (1934-2013) التي كانت أول معلمة بولاية تبسة، إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.

كما تناول الجزء الثاني، من الكتاب المرفق بصور توثيقية وشهادات حية، مسيرة نضال المجاهد الراحل “الحاج علي شريط” (1923-2020)، الذي شارك في عدة معارك، إلى جانب الثوار ضد الاحتلال الفرنسي.

.. بداية، الحياة العربية، تهنئك على إنجازاتك الجميلة المتواصلة، وتتمنى لك المزيد من التألق.. ما دافعك لهذا الإصدار الجديد “جزء من التاريخ…قصة زوجين”؟

“جزء من التاريخ… قصة زوجين”، هو سيرة ذاتية تروي قصة والدتي التي كانت تلقب بـ”سيدتي”، أول معلمة في تاريخ مدينة تبسة، 1948، المجاهدة بالسلاح والقلم، وقصة والدي الذي كافح وجاهد، من أجل الخروج من قفص الجهل والاستعمار. قصة عشنا تفاصيلها رواية وحضورا، فهي حقيقية وواقعية دون زيادة أو تزييف.

.. القارئ يود أن يتعرف على لبنة الكتاب، بفقرة أثرت بك من مضمونه؟

مقولتان قد قالها كل واحد منهما عن الآخر: ـ قال الحاج علي عنها:  “زعراء امرأة وفيّة صبورة متخلقة، شاركتني السراء والضّراء، وكانت لي نعم الزوجة الصالحة مدى حياتي معها، وأنجبت لي لأربعة أولاد وبنت وربتهم أحسن تربية”.

قالت زعراء عنه” الحاج علي كان لي نعم الأخ والأب وعوض تعبي، واحتوى مخاوفي أيام الغربة، ونعم الزوج والرفيق طيلة حياتي”.

..إن سنحت لك الفرصة لإصدار طبعة جديدة للكتاب، فهل عند إعادة مراجعته، وجدتم أن هناك مقاطع لربما تتطلب التعمق فيها أكثر، أو صياغتها بشكل مغاير؟

لم أدقق في تفاصيل كثيرة في هذه القصة، لأنني أعتبر بعض التفاصيل في حياة كل منهما شخصية وخاصة جدا، لذلك لن أغير ما كتبت ولن أزيد ولن أنقص، لأنني أعطيت للقارئ، ما يجب أن يعرف عن بطلين يعتبران جزء من تاريخ الجزائر “المهمل والمهمش”.

وبمناسبة الحديث عن الموضوع، لن أمنع أي باحث من الكتابة عنهما بطريقة مختلفة، فأنا مستعدة أن أتقاسم تفاصيل والمعلومات مع أي كاتب أو باحث في التاريخ يرغب في ذلك.

“.. تاريخ الجزائر المهمل والمهمش” حسب قولك، إذا هل يمكن القول إن هناك تفاصيل لم يتطرق لها كتّاب التاريخ، وشخصيات ثورية لم تضف إلى الأرشيف الثوري؟

أكيد هذا بالضبط، ما قصدته، وهذا ما قاله المجاهد علي شريط، هناك تفاصيل لم يتطرق إليها المؤرخون، و شخصيات ثورية، رغم ذكر أسمائها لكن لم تذكر أعمالهم وبطولاتهم، كما ينبغي، ولم تمجد شخوصهم مثل الكثيرين الذين لم يكونوا في مستوى كل هذا التمجيد والتعظيم. ….

.. هل أحرز الكتاب ما تطمحين له؟

تمت طباعة الإصدار لكنه لم يدخل السوق بعد، ولم يصل إلى الوسط الثقافي، وبذلك لم يصل إلى الهدف المنشود بعد.

..كم تطلب منك الوقت لتوثيق هذه الشهادات الثورية؟ وهل من الممكن القول، أن هذا العمل قد يكون أعز ما كتبته حتى الآن؟

كنت أجمع المعلومات والوثائق والشهادات الحية منها، قصد التوثيق منذ سنوات قبل وفاة والدتي، سنة 2013، ثم استمر العمل لمدة سنوات، قبل وفاة والدي سنة 2020، ثم قررت جمعها وتدوينها، وقدمت ما كتبت إلى التنقيح والمراجعة، ثم إلى دار كلاما للنشر والتوزيع، وبعد نقاشات وحوارات دامت بضع أشهر، طبع هذا الإصدار الذي أعتبره أغلى وأعز ما قدمت في مسرتي الأدبية والفنية، لأنني دونته بحب وحزن كبيرين.

..  من قصائد النثر إلى تحفة تاريخية تلخصين بها كفاح والديك، كيف كانت التجربة؟ 

منذ سنوات الثمانينات، وأنا أكتب وأرسم وأقوم بالنشاطات الثقافية المدرسية، لم أفكر أن أخوض تجربة الطباعة أو الوقوف على الركح لقراءة الشعر أو نصوص النثر، لكن ما جعلني التحق بالوسط الثقافي، هو الوصول إلى هذا الإصدار بالذات، بمعنى أنه هو الدافع الأول والمهم، لخوض تجربة الطباعة والمشاركة في المجال الأدبي.

..هل يمكننا القول أن الكاتبة سهام شريط حققت مسيرة ناجحة تقف عندها، أم تطمح للمزيد؟

ما جعلني أظهر في الوسط الثقافي مؤخرا أمام الجمهور اكتب، وأنشر، وأقرأ، وأرسم علنا،  رغم بداياتي منذ الثمانينات، ليس حبا في الشهرة، إنما هدفي هو نشر قصة والديّ المهضوم حقهما في كتابة اسميهما على صفحات تاريخ الجزائر،  بحبر من ذهب لانهما بطلان يستحقان ذلك ولن أتوقف عن نشر ما يخصهما من الأخبار والقصص، حتى يأخذا نصيبهما من التمجيد والتخليد على صفحات المؤرخين… لذا انتظروا مني المزيد بحول الله ما دمت على قيد الحياة

..بعيدا عن الأدب، هل لامست رسوماتك الثورة الجزائرية؟

أعبر بطريقة مختلفة في رسوماتي، لا أهوى الرسم المباشر الواقعي، ولا الرسم للمناسبات، الفن التجريدي، بالنسبة لي، يعبر عن كل ما يجول بخاطري، وكل ما تعبر في حياتي من أحاسيس وأحداث محزنة أو مؤلمة أو مفرحة…

..هل من إصدارات جديدة بعد هذا العمل؟ 

هناك الكثير من الأعمال الروائية والقصصية والشعرية والمسرحية في جعبتي، ستكون جاهزة في وقتها بإذن الله.

..كلمة توقعين بها ختام الحوار؟

– رسالتي إلى المسؤولين عن الثقافة: اهتموا بمن يستحق الاهتمام أشخاصا وأعمال.

ـ رسالتي إلى الهيئات الرسمية المسؤولة عن التاريخ: ابحثوا عن الأبطال المهمشين الذين من حقهم أن يذكرهم التاريخ في أولى الصفحات.

ـ رسالتي إلى الشباب المبدع: اقتادوا بمسيرة السابقين في الكفاح والنضال، بالقلم الفكر، لا تتسرعوا.

وأخيرا، أشكر كل من اهتم برفع كلمة الحق  وتثمين مجهود من عمل بجد، وجب لإيصال ما ينفع وما يريح القارئ.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى