سلال: “الأمور ستسير على ما يرام والأيام المقبلة ستكون هادئة”

علق عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، من أدرار الأحد، على الاحتجاجات الأخيرة. وقال سلال للصحفيين في ختام اجتماع مع شيوخ الزوايا “إن كافة شرائح المجتمع المدني، والأئمة والعلماء، مع العهدة الخامسة، وأن الأمور ستسير على ما يرام، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستكون هادئة”. وأضاف “للشعب الحق في التعبير كما يحلو له، ولكن هناك شباب متفقون (مع السياسة الحالية)، الشيء الأساسي هو أن نحمي استقرار البلاد ، ينبغي المحافظة على السلم والأمان وهو الهدف الذي رسمه رئيس الجمهورية. وكان شيوخ الزوايا في أدرار قد استبقلوا عبد المالك سلال، حيث أيدوا عبد العزيز بوتفليقة، وقال سلال أن “المشايخ وجهوا رسالة قوية للجزائريين ورسالة أيضا ستشجع أكثر فأكثر المترشح عبد العزيز بوتفليقة”.
.. مظاهرات الجمعة جزء من “أجواء انتخابية”
اعتبر مدير الحريات على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية سقيني عبد الرحمان، أن المظاهرات الشعبية التي وقعت في جميع أنحاء الوطن ضد العهدة الخامسة، مؤخرا، هي جزء من “أجواء انتخابية”. وقال في حصة عبر الإذاعة الوطنية، إن الحديث عن الحملة الانتخابية ليس مجرد ذكر للتجمعات في القاعات المغلقة، هناك الكثير من الأنشطة، مضيفا أن هذا دليل على وجود اهتمام كبير بالانتخابات المقبلة، اهتمام شعبي وعلى مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا على مستوى التجمعات التي تنظمها الأحزاب. كما اعتبر مدير الحريات على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، ان الجزائر اليوم في تمرين ديمقراطي، مضيفا “نحن هنا لنضمن للشعب التعبير عن نفسه وإرادته من خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية”. وبالنسبة لممثل وزارة الداخلية فإن التعبير هو علامة إيجابية تدل على تطور المجتمع، مؤكدا انه حقل سياسي مفتوح لجميع القوى السياسية. كما أشاد ممثل الداخلية بالدور الذي لعبته الشرطة خلال مظاهرات 22 فيفري، معتبرا أنها “أثبتت مرة أخرى خلال المظاهرات الأخيرة أنها في خدمة المواطن، لحمايته، لضمان هدوء وسكينة السكان، وحماية الممتلكات العمومية”.
.. مسيرات سلمية متفرقة بالعاصمة
تجددت المظاهرات في الجزائر العاصمة، أمس، عقب دعوات نادت بها قوى وتنظيمات معارضة وسط إجراءات أمنية مشددة في كل الشوارع الرئيسية والساحات العامة. وتجمّع مئات الأشخاص وسط العاصمة بدعوة من حركة “مواطنة”، تلبيةً لدعوات أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي ورددوا شعارات شعارات سياسية،
وانضمّ إلى الناشطين محتجون آخرون تجمعوا من شارع ديدوش مراد التجاري، بينما انطلقت مسيرة سلمية في شراع حسيبة بن بوعلي عصر الأحد دامت قرابة نصف ساعة قبل أن يتفرق المحتجون (أغلبهم شباب) في هدوء. وقال المتحدث باسم حزب “جيل جديد” إسماعيل سعداني: “الشرطة اعتقلت عددا من كوادر الحزب واقتادتهم إلى المراكز الأمنية”. وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة ومكافحة الشغب وأمنيين بالزي المدني قرب الساحات الكبرى ووسط العاصمة، لمنع تكرار المظاهرات الحاشدة وغير المسبوقة، التي شهدتها العاصمة الجمعة الماضي.
…المعارضة تدعو لفهم رسالة الشعب
تفاعلت عدة أحزاب سياسية معارضة مع الإحتجاجات الرافضة لترشح الرئيس بوتفليقة للمرة الخامسة على التوالي، داعية إلى فهم رسالة الشعب الجزائري بتغيير الأوضاع. واقترح حزب طلائع الحريات لرئيسه علي بن فليس ما أسماه “ذهاب الحكومة الحالية وتعويضها بحكومة من شخصيات وطنية مستقلة بعيدة عن كل الشبهات وتتمتع بالكفاءة والنزاهة، تكلف بضمان حكامة ناجعة للبلد وتوفير شروط تحضير الانتخابات التي تمكن الشعب الجزائري السيد من التعبير الحر في اختيار من يسيرون شؤونه”.
وفي المقابل، دعت حركة مجتمع السلم، على لسان عبد الرزاق مقري، السلطة إلى فهم الرسائل القوية التي وجهها الجزائريون، معتبرة أن الحل التوافقي يبقى مخرجًا للأزمة المتعددة التي تعيشها البلاد بفعل السياسات “الانفرادية والارتجالية”.
..جمعية العلماء المسلمين تحذر
ولم تقتصر ردود الفعل، على أحزاب المعارضة بعدما انخرطت جميعة العلماء المسلمين في نفس المسعى، بإطلاق رئيسها عبد الرزاق قسوم تحذيرات من تحول الغليان الشعبي إلى طوفان. وفي أول تعليق لها في الصفحة الرسمية للجمعية على الفايسبوك: “إننا نبعث بنداء نجدة واستغاثة، وعويل مصحوب بوعي، وحزم، وعزم جليل، أن لا تستهينوا بهدير الغليان، الذي ينبعث من الشعوب، فإن ما هو غليان اليوم يوشك أن يتحول إلى فيضان، وإلى طوفان غدا، ويومها يتسع الخرق على الراقع، ولاة حين مناص، ولا ينفع الندم، وسنبكي. جميعًا بدموع النساء، مجدا، لم نحافظ عليه بعزيمة الرجال… إلى متى هذا الغليان في الأوطان؟”.
رضا. ب

Exit mobile version