خلال استقباله لوزيرتي التجارة والصناعة التونسية..بوغالي: حجم التعاون الحالي لا يرقى لإمكانيات البلدين

في إطار زيارته الرسمية التي قادها إلى تونس على رأس وفد برلماني التقى إبراهيم بوغالي السبت وزيرة التجارة التونسية السيدة كلثوم بن رجب على رأس وفد مرافق لها ، وقد أشادت السيدة الوزيرة في بداية اللقاء بالعلاقات الأخوية المتجذرة التي تجمع البلدين والشعبين ، كما نوهت بمستوى التنسيق بين القيادتين التي تعززت وعرفت منحنيات تصاعدية ، كما ركزت على ما تم إنجازه من الجانبين من خلال اللجنة المشتركة التونسية الجزائرية ومخرجاتها التي كانت بناءة ، وقد ذكرت بأن نسبة النمو المتبادل زادت بنسبة 15% سنة 2023 نتيجة تذليل الصعوبات الفنية والإجرائية ، وأبرزت أن لقاء قمة القادة بين الجزائر وتونس وليبيا أعطى دفعا قويا للعلاقات وطور من اتفاقية الشراكة للتبادل الحر الذي يتطلب المزيد من التنسيق والتشاور ، خاصة من أجل تطوير وتنمية المناطق الحدودية لما لها من انعكاس على الساكنة والحد من الآفات المختلفة وخلق فرص الشغل  .

من جهته إبراهيم بوغالي هنأ الشعب التونسي بمناسبة العيد السابع والستين، وذكر بمستوى العلاقات الممتازة التي تطبع الجانبين ، والمستمدة من التاريخ المشترك والمتطلعة لآفاق رحبة من الانسجام والتعاون والعمل المشترك بغية إحداث التطور المنشود في البلدين ، وهو ما يعكس الإرادة السياسية لقادة البلدين ، وقد كان لقاء القمة بين الجانبين وكذا الجانب الليبي صورة واضحة على ما بلغته العلاقات من تقدم وتناغم يهدف إلى تفعيل كل سبل التعاون والتبادل والتشاور ، في إطار نظرة استراتيجية على اعتبار أن المصالح المشتركة تحتم تقوية هذه المناعة المتبادلة في ظل عالم يعرف من التكتلات الاقتصادية والتجارية وخلق مناطق تسهم في تطوير البلدان .

كما عرج بوغالي على البعد الإفريقي للبلدين، وحتمية ولوج السوق الافريقية التي هي الامتداد الطبيعي لبلدينا الطامحين إلى زيادة النمو . وفي إطار ما تقوم به الجزائر من جهد بغية ارتفاع مداخيل التصدير، ذكر إبراهيم بوغالي بما أحدثته الجزائر من تقدم في طريق ترشيد الاستيراد وتشجيع التصدير والعمل على رفع المداخيل، وهو ما ترجمته جملة القوانين التي تكيفت مع هذا التوجه الجديد الذي تعرفه الجزائر .

يذكر أن السيدة الوزيرة كانت قد نوهت بالتطور الحاصل في الجزائر  من خلال وضع استراتيجية للتصدير ، وقانون التجارة الحرة ، وهو ما يدفعنا كبلدين وعلى جميع المستويات إلى مضاعفة الجهد والمزيد من التنسيق ، وتبادل التجارب والخبرات والمهارات خدمة لشعبينا وللمنطقة.

..إمكانيات الجزائر وتونس أكبر بكثير من حجم التعاون الحالي

كما استقبل إبراهيم بوغالي السبت  بمقر إقامته السيدة فاطمة ثابت حرم شيبوب وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم التونسية.

وأكد بوغالي الإرادة السياسية القوية والمميزة، المعبر عنها من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون وأخيه فخامة الرئيس قيس سعيد للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى المستوى الذي يليق بتاريخهما العريق المشترك. منوها بأن العلاقات بين الجزائر وتونس تشهد منحى تصاعديا في التعاون المشترك، خاصة في ظل توافق الرؤى بين البلدين.

وأشار  إلى الاجتماع التشاوري الهام لقادة الدول الثلاث الجزائر وتونس وليبيا الذي ركز على جوانب كثيرة للتعاون بين البلدان الثلاثة وأعرب عن أمله في أن تتجسد هذه الرؤية الاستراتيجية على أرض الميدان وذكر في سياق متصل بتوقيع الجزائر وتونس، لـ 26 اتفاقية تعاون تشمل مجالات مختلفة، منها الطاقة، والصناعة، تتويجا لاجتماع اللجنة الجزائرية التونسية المشتركة، التي عقدت في الجزائر في 04 أكتوبر 2023، كما أشار إلى الأهمية الخاصة التي يكتسيها ملف الطاقة “باعتباره” أحد الأركان الأساسية وحجر الزاوية الذي يدعم التعاون الجزائري التونسي”.

وأكد بوغالي حرص الجزائر على تكثيف التعاون مع تونس خصوصاً في ميادين استكشاف وإنتاج المحروقات، والنقل والربط الكهربائي، وحرص الجانب الجزائري على  تشجيع الشراكات بين مؤسسات البلدين في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية ومنها الطاقة والمناجم من أجل تنفيذ مشاريع مشتركة، تساهم في تطوير اقتصاد البلدين وتعزز من سيادتهما الاقتصادية وقدراتهما في التحكم الأمثل فيما يزخران به من موارد. كذلك أشار  إلى ما حققه البلدان من تقدم بشأن التعاون في هذا المجال معربا عن أمله في أن تسهم مختلف الاتفاقيات المبرمة بين البلدين والتوصيات في تحقيق نقلة نوعية في مستوى العلاقات التونسية الجزائرية خاصة في المجال الاقتصادي.

وأكد أن الهدف الأساسي هو الدفع بعجلة الاستثمار بين البلدين في هذه القطاعات الهامة والاستراتيجية. مذكرا بقانون الاستثمار الجديد الذي اعتمدته الجزائر والذي يمنح امتيازات وتسهيلات كبيرة للراغبين في الاستثمار، كما عبر عن رغبة الجزائر في الاستفادة من التجربة التونسية في بعض المجالات على غرار الطاقات المتجددة.. مؤكدا أن حجم التعاون الحالي لا يرقى لإمكانيات البلدين ولا إلى عمق العلاقات الاستراتيجية بينهما.

بدورها أعربت السيدة الوزيرة عن تقديرها الكبير للجزائر مثمنة الاجتماع التشاوري الهام لقادة الدول الثلاث الجزائر وتونس وليبيا الذي مثل حسبها نقلة نوعية وأكدت استعداد قطاع الطاقة والمناجم في تونس للانخراط والتعاون التام لتجسيد كل ما تم الاتفاق بشأنه.

وأكدت أن إمكانيات الجزائر وتونس أكبر بكثير من حجم التعاون الحالي بينهما ومن الضروري الارتقاء به لمستوى الإرادة السياسية المعبر عنها من القيادتين واعربت عن أملها في أن يكون اجتماع اللجنة المشتركة في مجال الطاقة المقبل فرصة للدفع بالعديد من مشاريع التعاون كما استعرضت السيدة الوزيرة جوانب من التجربة التونسية المتميزة في مجال الطاقات المتجددة وكذا تطويرها لنظام الإنتاج الذاتي والذي حقق أرباحا إضافية للشركات التي تعمل به وحقق للدولة بعض الأهداف من خلال الطاقات البديلة.

كذلك تطرق الجانبان إلى مشاريع الربط الكهربائي وتنمية المناطق الحدودية التي من شأنها أن توفر فرص عمل معتبرة وتساهم في ترقية هذه المناطق وتعزيز الأمن بها وجعلها مناطق نموذجية.

 

Exit mobile version