أعلن أحد أبرز الجنود المجهولين في كتيبة المدير الفني السابق المنتخب الوطني، جمال بلماضي، دعمه المطلق لخليفته الحالي، السويسري فلاديمير بيتكوفيتش وتوقع نجاحه خلال الفترة المقبلة مع المنتخب الوطني، مشيدًا ببعض التغييرات التي طالت “الخضر” في الفترة الأخيرة.
جاءت هذه التصريحات في وقت امتنع فيه بعض اللاعبين المرتبطين بعلاقة قوّية مع بلماضي، عن الإدلاء بتصريحات مباشرة بهذا الخصوص، وذهب بعضهم إلى اتخاذ مواقف قريبة إلى الانحياز منها إلى الموضوعية، وعلى وجه التحديد بالنسبة للاعبين الذين جرى استبعادهم من المنتخب الوطني منذ تولي بيتكوفيتش قيادة الجهاز الفني.
ويعد مهدي زفان (32 عامًا) أحد أبرز “الجنود المجهولين” لجمال بلماضي خلال فترة إشرافه على المنتخب الوطني، وكانت مشاركة الظهير الأيمن في كأس أمم أفريقيا 2019 بمثابة هدية ذهبية قدمها له بلماضي، بعد أن تسبب وجود اسمه في اللائحة النهائية في عاصفة انتقادات جماهيرية وإعلامية غير مسبوقة.
وتمسك بلماضي بالدفاع عن زفان أمام عاصفة الانتقادات، وحتى شكوك زملائه في إمكاناته الفنية، وبلغ الأمر ذروته عندما اضطر زفان لتعويض يوسف عطال في مباراة الدور ربع النهائي لـ”كان 2019″ أمام كوت ديفوار، وواصل المشاركة في الدورين نصف النهائي والنهائي أمام نيجيريا والسنغال على التوالي، ليتوّج مع الجزائر باللقب، في قصة كانت أقرب إلى المستحيل بالنسبة له، لولا ثقة بلماضي “الوحيدة” في إمكاناته.
..توقع نجاح الجيل الجديد
ودعم زفان في حوار أجراه مع موقع “فوت ميركاتو” الفرنسي، خليفة بلماضي، فلاديمير بيتكوفتيش بقوة، عندما قال: “ليس لدي أدنى شك في أن المنتخب الوطني سوف يحقق أشياء عظيمة في السنوات المقبلة. علينا أن نترك الأمور تسير في إطارها الصحيح مع المدرب الجديد (فلاديمير بيتكوفيتش)”.
وأضاف: “المنتخب الوطني يحتل المركز الأول في مجموعته التأهيلية إلى كأس العالم 2026. هناك مرحلة جديدة بلاعبين شباب يتم استدعاؤهم، مع خروج بعض اللاعبين المتقدمين في السن تدريجيًّا”، وأوضح: “الاتحاد الجزائري يعمل بشكل جيّد. ونجح في استقطاب الكثير من اللاعبين مزدوجي الجنسية، وهو ما سيعزز صفوف المنتخب الوطني. آمل أن نفعل أشياء عظيمة”.
وحرص زفان في تصريحاته على الحديث عن نصف الكأس المملوءة منذ بداية مهمة المدرب السويسري بيتكوفيتش على رأس المنتخب الوطني، على عكس ما ذهبت إليه بعض الأطراف عندما ركزت على الضغط السلبي وتوجيه الانتقادات غير السّوية وفي وقت قصير جدّا، برأي الكثير من المحللين ومسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم.
. ويستلهم من بن زية للعودة مرة أخرى لـ”الخضر”
ولم يفقد مهدي زفان، الذي انتهى عقده مع نادي كليرمون فوت الفرنسي، هذا الشهر، الأمل في العودة إلى المنتخب الوطني خلال الفترة المقبلة تحت قيادة بيتكوفيتش وردًا على سؤال بهذا الخصوص، والذي استند إلى مثال ياسين بن زية، العائد إلى “الخضر” بعد غياب استمر لحوالي 6 سنوات، وصرح: “لم يتم استدعائي المنتخب الوطني منذ 2021، لكني ما زلت أتطلع لتمثيله”.
وأضاف: “في الواقع مجموعة لاعبي المنتخب الوطني بشكل عام تبقى هي لفترة طويلة، ولو أن استدعاءهم يخضع في الغالب لعامل الجاهزية، ما يعني استبعاد أسماء واستدعاء أخرى في فترات مختلفة”، وأوضح: “هذا الأمر (العودة بعد غياب طويل) حدث لبعض اللاعبين الذين أعرفهم جيّدا في المنتخب الوطني، وأنا سعيد جدًّا من أجلهم. من الواضح أن قصة بن زية تلهمني”.
وأردف: “سأكون متحمسًا أيضًا لإظهار أنني أحب الدفاع عن ألوان منتخب بلدي، لكن ذلك لم يمر إلاّ عبر تقديمي لمستويات كبيرة مع فريقي”، وأبرز: “ارتداء قميص الجزائر شرف كبير وسيظل كذلك مدى الحياة”.
..ويستذكر التتويج بـ”كان 2019″ ويسعى للعب في السعودية
ووصف نجم أولمبيك ليون السابق التتويج بكأس أمم أفريقيا 2019 بمصر، بالأفضل خلال مسيرته الكروية، وصرح: “التتويج بكأس الأمم الأفريقية لعام 2019 ستبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرتي. لقد كانت مغامرة استثنائية صنعنا خلالها التاريخ أيضًا”، وأوضح: “كانت الدورة مذهلة حقًّا”.
وتابع: “لقد كنت محظوظًا أيضًا لأنني تمكنت من المشاركة في مباريات البطولة وأنا فخور بذلك”، وشدد: “إنها أفضل لحظاتي الكروية. لقد كنت محظوظًا لأنه كانت لدي ذكريات جيّدة جدًّا. التتويج باللقب جعلني فخورًا، وكذلك عائلتي وكل الشعب الجزائري”، وأضاف: “لقد سمحت لي تلك التجربة أن أتعلم الكثير عن نفسي. ليس من السهل تعويض لاعب مثل عطال في وسط المنافسة، خاصة على هذا المستوى”.
وعن مستقبله، يتطلع مهدي زفان الموجود في وضعية لاعب حر حاليًّا، إلى اللعب في الدوري السعودي “روشن” إلى جانب كوكبة من نجوم كرة القدم العالمية، وقال بهذا الشأن: “وصلتني بعض العروض وأنا بصدد دراستها وتقييمها، أتطلع لمشروع رياضي مثير”، واختتم: “لدي اهتمام ملموس من أحد الأندية في المملكة العربية السعودية”.
