ثقافة وفن

تنظيم تظاهرة “أيام سينما الجنوب” ببشار احتفالا بالذكرى الـ 68 لثورة نوفمبر

تنطلق غدا السبت، بقاعة سينماتيك بشار، فعاليات الطبعة الاولى من تظاهرة “أيام سينما الجنوب” التي ينظمها المركز الجزائري للسينما بالتنسيق مع مديرية ثقافة بشار، إلى غاية 7 نوفمبر الجاري، والتي تندرج في اطار الإحتفال بستينية الاستقلال والذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة.

ويتضمن برنامج التظاهرة التي تأتي برعاية وزارة الثقافة والفنون وإشراف والي ولاية بشار، تنظيم معرض لأرشيف صور وملصقات بقاعة سينماتك، بالإضافة إلى عرض أفلام وثائقية وروائية، على غرار الفيلم الوثائقي “المنطقة الثامنة تاريخها ورجالها” للمخرج العربي لكحل، وفيلم “ونّي بيك” للمخرج رابح سليماني الذي فاز مؤخرا بالجائزة الكبرى في الطبعة الـ17 من المهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية، وهو من انتاج المركز الجزائري لتطوير السينما والتلفزيون الجزائري ومؤسسة الإنتاج الخاصة “المروار” وبدعم أيضا من صندوق الدعم “فداتيك” التابع لوزارة الثقافة والفنون، والعمل يتناول جرائم المحتل المغربي ضد الشعب الصحراوي، من خلال قصة مجموعة من الطلبة بمدرسة للسينما بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، حيث يستعدون لحفل تخرجهم بتصوير فيلم وثائقي حول هذا الجدار، الملقب بـ “جدار العار”، والذي قسم أراضي الصحراء الغربية وتسبب في شتات شعبها، ويبرز هذا العمل المآسي التي خلفها هذا الجدار القاتل على مر عشريات طويلة، وهذا من خلال شهادات لصحراويين فقدوا أقاربهم وأحباءهم بسبب الألغام المتراصة على طوله، أو تعرضوا لعاهات دائمة بسببها، كما يستعرض الفيلم تهجير وطرد الصحراويين من أراضيهم الأصلية في المناطق المحتلة، كما يبرز الفيلم الدور الرائد للمرأة الصحراوية في الكفاح ضد المحتل المغربي، وخصوصا في الأراضي المحتلة أين تعاني مختلف أنواع القمع والاضطهاد والاعتداءات اليومية، على غرار ما حدث للمناضلة والمدافعة عن حقوق الانسان سلطانة خية وأختها الواعرة، كما يقدم يحمل أيضا في طياته جانبا اخرا متمثلا في العزيمة والإصرار على التحرر مهما بلغت جرائم المحتل المغربي، كما سيتم عرض فيلم “رسالة إلى أوباما” للمخرج محمد محمدي، والذي سبق وأن اختير أحسن فيلم وثائقي بمهرجان وهران للفيلم العربي، حيث يسلط الضوء على الممارسات القمعية للاحتلال المغربي عبر بوابة التهجير والترحيل القسري، من خلال قصة رب عائلة “مبارك ال حسين”، الذي يقوم بكتابة رسالة إلى رئيس الامريكي بارك أوباما، يحكي فيها معاناة أسرة صحراوية تعيش في مخيمات اللاجئين بتندوف، وهي صورة مختزلة عن الألاف العائلات الصحراوية التي تحلم بالعودة إلى أرض الوطن وسط تقاعس الجهود الاممية في حل المشكلة واستقلال الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا، الفيلم يوجه رسالة إلى أقوى دول العالم وحتى للامم المتحدة من جهة لفضح الاستعمار المغربي للصحراء، ومن جهة أخرى لتبليغ صوت معاناة الصحراويين جراء التهجير المغربي وحنينهم إلى الوطن، الذي غادروه قسرا منذ أزيد من أربعة عقود، كما يتضمن برنامج التظاهرة عرض فيلم “المنطقة المحرمة” للمخرج أحمد علام، وفيلم “على آثار المحتشدات” من إخراج سعيد عولمي، وإنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، والمركز الجزائري لتطوير السينما في اطار الذكرى الـ 50 لاسترجاع الاستقلال، ويرصد الفيلم بشكل تاريخي عزل جيش التحرير الوطني عن السكان، حيث قام المستعمر الفرنسي بترحيل وتهجير حوالي 3 ملايين من الجزائريين كلهم شيوخ، نساء، وأطفال ليوضعوا في  المحتشدات تحت المراقبة الكاملة للجيش الفرنسي، والفيلم يروي قصة المحتشدات ويتطرق للظروف المأساوية واللاإنسانية التي عاشها حوالي 40 بالمائة من السكان الجزائريين الذين ألزموا على مغادرة قراهم وأراضيهم قهراً، ويكشف بالشهادات الحية والصور والوثائق والأرشيف كل أشكال العنف والإهانة التي تعرض لها الشعب الجزائري منذ الاحتلال الفرنسي، وفيلم “الجرائم المخفية” للمخرج فايز كمال، من انتاج المؤسسة الخاصة “ريم ستار” بدعم من وزارة الثقافة، الذي يسلط الضوء على جرائم الاغتيالات التي ارتكبتها المنظمة الإجرامية الفرنسية “اليد الحمراء” بفرنسا وبعض بلدان أوروبا الغربية في حق مناضلي جبهة التحرير الوطني ومتعاطفين أوروبيين معها، والعمل يميط اللثام عن التاريخ الدموي لهذه المنظمة التابعة لجهاز المخابرات الفرنسي آنذاك ومن ورائه السلطات الفرنسية العليا وهذا من خلال شهادات العديد من المناضلين الجزائريين والمتعاطفين الأوروبيين مع الثورة الجزائرية وكذا الأرشيف ومختلف الوثائق المطبوعة والسمعية البصرية.

ويبرز الفيلم الذي يضم العديد من المشاهد التمثيلية المجسدة لعمليات التصفية شهادات العديد من المناضلين الجزائريين على غرار دحو ولد قابلية رئيس “جمعية قدماء المالغ” وعمر بوداود من المكتب الفيدرالي لجبهة التحرير بفرنسا ومؤرخين كالأكاديمي دحو جربال والمؤرخ الفرنسي جيل مونسيرون والكاتب والصحفي الاستقصائي الفرنسي فانسون نوزيل، كما شملت الشهادات أعضاء فرنسيين سابقين بجهاز المخابرات الفرنسي ككونستنتن ميلنك منسق المخابرات الفرنسية وريمون مويال الضابط السابق بالجيش الفرنسي وهؤلاء كان لدهم الدور الأبرز في كشف إجرام هذه المنظمة للرأي العام الفرنسي والأوروبي رغم المعلومات الشحيحة التي قدموها وفقا للشهادات، هذا إلى جانب عرض فيلم “الأفيون والعصا” للمخرج احمد راشدي (نسخة مرقمنة)، وهو من انتاج سنة 1971 يتناول كفاح الشعب الجزائري من أجل استرجاع استقلاله من خلال يوميات قرية بمنطقة القبائل من بطولة وجوه بارزة في السينما و المسرح على غرار سيد علي كويرات و حسن الحساني و محيي الدين بشطارزي و عبد الحليم رايس و رويشد و العربي زكال و مصطفى كاتب، كما شارك في هذا أحداث هذا الفيلم الممثلون الفرنسيون ماري-جوزي نات و جون كلود بيرك و جوان لويس ترانتينيون، وفيلم “الخارجون عن القانون” للمخرج توفيق فارس (نسخة مرقمنة)، وفيلم “هليوبوليس” للمخرج جعفر قاسم، بالإضافة إلى فيلم “الموسم الخامس” للمخرج أحمد بن كاملة.
كما ستعرف التظاهرة، تنظيم مداخلات وورشات ابداعية ضمنها “ورشة الالقاء” من تأطير الممثل شلوش عبد النور، ورشة كتابة السيناريو من تأطير احمد بن كاملة، ورشة التمثيل من تأطير عبد الله عقون، ومحاضرة حول الصحراء كتجسيد سينمائي وحول السينما الفلسطينية والجزائرية من تقديم الناقد محمد عبيدو، ومحاضرة أخرى حول ثورة أول نوفمبر من تقديم الباحث الدكتور عبد الله خوجة.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى