تنظمه اليونسكو في 2025 : السعودية تسعى لاستضافة مؤتمر موندياكلت

افتتح الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم السعودي، الأحد الدورة الـ45 الموسعة للجنة التراث العالمي باليونسكو.

أكد في كلمة بهذه المناسبة على إيمان المملكة العربية السعودية بأهمية التراث بوصفه كنزا حضاريا وإرثا إنسانيا ومعرفيا، مشيرا إلى عملها مع شركائها في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على دعم العديد من القرارات الساعية إلى بناء أسس متينة للقدرات البشرية في مجالات التراث والآثار، ودعم مواقع التراث العالمي وصونها، بتبني إستراتيجية بناء القدرات للعاملين في مجال التراث للسنوات العشر القادمة، فضلا عن تأسيس الصندوق السعودي لدى اليونسكو بهدف تمويل ودعم البرامج والمشاريع ذات الصلة حول العالم.

وتمنى خلال كلمته أن يسهم المشاركون معا في تمكين التعاون والاستدامة للحفاظ وصون مواقع التراث العالمي في دول العالم، وبناء رؤى مشتركة، وتوفير الممكنات، والتعاون في رسم مسارات جديدة لشراكات إستراتيجية. وأشار إلى أن المملكة تستضيف هذه الدورة الموسعة في ظل دعم غير محدود تحظى به القطاعات الثقافية في البلاد.

وثمن جهود اليونسكو وكافة المراكز الدولية للإسهام في المحافظة وصون التراث الطبيعي والثقافي في مختلف أرجاء العالم، وإطلاق الممكنات التنموية للتربية والثقافة والعلوم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وشهد “قصر المربع التاريخي” وسط مدينة الرياض فعاليات حفل الافتتاح الذي نظمته وزارة الثقافة، بحضور المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي والمدير العام لمنظمة الأيكروم ورئيس منظمة الأيكوموس، إلى جانب كبار ممثلي البلدان المشاركة ورؤساء الوفود المشاركة ونخبة من الخبراء والباحثين والمتخصصين الدوليين والإقليميين والمحليين في مجال التراث والثقافة، حيث تم عرض إحدى أضخم الفعاليات الافتتاحية لتعكس مشاهد بصرية نابضة بلوحات ثرية للتراث السعودي وثقافته المتنوعة.

وتعد المملكة العربية السعودية موطنا للتراث الغني والتنوع الثقافي ووجهة للعديد من المواقع التراثية العالمية، والتي تمثل حضارات عريقة دلت عليها الاكتشافات الأثرية الحديثة، فهي تضم ستة مواقع للتراث العالمي لليونسكو هي: موقع الحجر الأثري، حي الطريف في الدرعية التاريخية، جدة التاريخية، وبوابة مكة المكرمة، الفن الصخري في منطقة حائل، واحة الأحساء، ومنطقة حمى الثقافية، فضلا عن ترشيح موقع واحد في المملكة لاعتماده في اجتماع هذا العام.

ورحب في بداية اللقاء بحضورها في الرياض، وثمن الجهود المبذولة من قبل اليونسكو لصون وحماية التراث، مؤكدا اهتمام وتطلع المملكة إلى استضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكلت) في دورته القادمة 2025.

وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون القائمة والمستقبلية بين المملكة واليونسكو في صوْن وحماية التراث العالمي، وتأكيد المملكة على دعمها لجهود اليونسكو في مساعدة الدول الجزرية الصغيرة النامية، كما ناقش مشاريع صندوق المملكة في اليونسكو لدعم حماية وتعزيز الثقافة والتراث. ويشارك مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة الثقافة، بجناح خاص في الدورة الموسعة الـ45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

ويهدف المجمع من مشاركته بجناح اللغة العربية إلى رفع الوعي بدوره في خدمتها، وإعلاء مكانتها في المجال الثقافي بين الدول الأعضاء في لجنة التراث العالمي التي تأسست في عام 1972، وتضم ممثلين عن 21 دولة من أصل 194 دولة في العالم، هي: الأرجنتين، وبلجيكا، وبلغاريا، ومصر، وإثيوبيا، واليونان، والهند، واليابان، ومالي، والمكسيك، ونيجيريا، وسلطنة عمان، وقطر، وروسيا، ورواندا، وسانت فنست، وجزر غرينادين، والسعودية، وجنوب أفريقيا، وتايلند، وزامبيا.

وأشار الأمين العام المكلف لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الأكاديمي عبدالله بن صالح الوشمي إلى أن مشاركة المجمع في الدورة الموسعة الـ45 للجنة التراث العالمي تأتي لدعم رئاسة المملكة العربية السعودية واستضافتها لأعمال اللجنة والأحداث المصاحبة لها، انطلاقا من كونها إنجازا عالميا نوعيا يتوج الجهود الحثيثة التي بذلتها وزارة الثقافة.

ويتضمن الجناح، الذي من المتوقع أن يزوره أكثر من 1000 شخص، معروضة للتعريف بالمجمع وأخرى للنقوش العربية ورحلة الحرف العربي من آلاف السنين، ومعروضة اللغة العربية والفنون، ومعروضة الإحصاءات والأرقام، ومعروضة مؤلفات المجمع، ومعروضة الشعر العربي.

وتأتي مشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية متوافقة مع أهدافه الإستراتيجية؛ وذلك للتوعية بدوره وإبراز جهوده في مجالات النشر العلمي، واهتمامه بشؤون اللغة العربية والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقا وكتابة، والاحتفاء بها لدى الأوساط الثقافية العالمية. يذكر أن المملكة تستضيف لهذا العام اجتماع لجنة التراث العالمي في الرياض في دورتها الخامسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، بصفتها الرئيس الحالي للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو ما بين العاشر والخامس والعشرين من سبتمبر الجاري.

وكالات

Exit mobile version