ولايات

تبذير الخبز يتزايد في شهر رمضان بعين الدفلى !

تتزايد خلال شهر رمضان بولاية عين الدفلى ظاهرة التبذير بشكل ملموس سيما منها مادة الخبز ما يجعل هذه العادات السلبية بعيدة كل البعد عن الغرض الحقيقي من فعل الصيام.

ففي حين أنه من المفروض أن المقتنيات في هذا الشهر الفضيل تقل إلا أن التبذير بفعل زيادة الميل للشراء تنفجر خلال هذه الفترة مما يتناقض بشكل صارخ مع المعنى الحقيقي للركن الرابع للإسلام.

وبعدما كان من المفروض أن يكون هذا الشهر مخصص للتفاني والعبادة أضحى شهر الاستهلاك الجامح وزيادة الإنفاق والإهدار بامتياز، وهي ممارسات تشوه بالتأكيد صورة المسلم وتفرغ فعل الصوم من معناه الحقيقي والحد منه وجعله مجرد إجراء شكلي.

وبالنسبة للعديد من الأشخاص الذين قابلتهم “وأج” بولاية عين الدفلى، فإن الشعور بالجوع الناجم عن الصيام يؤدي إلى نفقات غير معقولة ولذا فان الصائم يرضخ، حسبهم، لغرائزه ويشتري دون تفكير ثلاثة أوأربعة أضعاف مما يحتاجه من مادة الخبز”.

وحسب رأيهم، فإن هذا الموقف يزيد من شهية الخبازين الذين يبدعون في تحضير الخبز بهدف واضح وهوجذب المستهلكين وتشجيعهم على الشراء.

ويلاحظ أنه حتى الأطفال ينضمون إلى هذه الظاهرة، ويقتحمون الساحات العامة والأسواق لتقديم أشكال مختلفة من الخبز التقليدي المغري.

وبالنسبة لعمي علي، متقاعد التقته “وأج” بالقرب من مسجد الخضرة في وسط مدينة عين الدفلى، فان تفاقم ظاهرة تبذير الخبز في رمضان تعود بالأساس إلى رفض الناس (خاصة الشباب) تناول الخبز البايت (الذي يعود للامس) ويفضلون بذلك الخبز الطازج الذي يشترونه قبل ساعتين أوثلاث ساعات عن موعد الافطار.

واضاف قائلا: “أنه من الواضح أن عواقب هذا الشراء المحموم للخبز لا يمكن إلا أن تكون ضارة من جميع النواحي”،  (..) والمفارقة يضيف المتحدث هي “أن الناس يتحدثون عن غلاء المعيشة في نفس الوقت لا يترددون في هدر أموالهم الأمر الذي نهى عنه ديننا نهائيا”.

ووفقًا لمدير مركز الردم التقني لعين الدفلى، متاعي علي، فإن تدفق النفايات المنزلية الملقاة خلال اليومين الأولين من الشهر الكريم يظهر الزيادة “مذهلة” في الاستهلاك، مشيرا الى ارتفاع حجم النفايات من قبل هذا المركز، من 160 الى 210 طنا منذ بداية شهر رمضان، معربًا عن أسفه لكون الكميات “الكبيرة” من الخبز مختلطة مع القمامة الصلبة.

..فعل روحي انحرف عن جوهره

وبعدما أوضح أن الصيام هوعبادة يرجى منها الحصول على رضا الله، أكد رئيس مصلحة التعليم القرآني والتكوين والثقافة الإسلامية بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لعين الدفلى، بن يمينة زيتوني، أن هذه الممارسة (الصيام) تزرع ضبط النفس وتحسن الذات لدى الفرد.

وأكد أن الصيام الصحيح لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك والنفايات ملحا على أهمية التحمل والانضباط الذاتي اللذين يفترض أن يتحلى بهما الصائم.

واعتبر ان التبذير فعل محرم في الاسلام، مستندا ببعض الآيات القرآنية مثل “ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا” الاية 26 من سورة الإسراء و”يبني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” الآية 31 من سورة الأعراف.

وقال أن “بعض الناس يعتبرون شهر رمضان “فترة للاحتفال أوالترفيه بينما في الواقع يجب تكريسه للتفاني في العبادة والطاعات التي لا تقدر بثمن”، مؤكدا انه من خلال الامتناع عن الأكل والشرب، يطمح المسلم للسيطرة على رغباته من أجل رفع نفسه روحيا للوصول إلى التقوى كما يعلمنا القرآن.

وبدلاً من إنفاق الأموال على شراء المنتجات الغذائية التي ستأخذ مسار القمامة فانه من الحكمة التبرع بهذه الأموال إلى الفقراء الذين لا يستطيعون توفير لقمة العيش، يقول السيد زيتوني في الختام.

س.ب

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى