بين عذابات السجن ووجع الغياب.. هكذا يعيش الأسرى في شهر رمضان؟!

يحل شهر رمضان المبارك على الأسرى كل عام، لينكأ جراحهم من جديد، ويترك في كل زاوية بصمة ألم، حيث موائد السحور والإفطار والجمعات العائلية وصلة الأرحام في الشهر الفضيل تفتقد ابتساماتهم وظلهم.

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، في بيان لها الاربعاء، أن 5000 أسير فلسطيني، من بينهم 42 أسيرة و700 أسير مريض، و180 طفلا قاصراً، وعشرات كبار السن ومئات الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد مدى الحياة منهم من مر على اعتقاله أكثر من ربع قرن، لا زالت زنازين القهر الإسرائيلية تغيبهم عن روحانية هذا الشهر وفضله وطقوس التواصل والتواد العائلي. وأوضحت الهيئة، أنه ورغم الألم الذي يعيشه الأسرى بسبب ضيق المساحة وظلم السجان، ومشاعر الحزن القاسية التي يحياها الأسير وعائلته على حد سواء في شهر رمضان، الا أن الأسرى يحاولون التخفيف من معاناتهم تلك، من خلال خلق أجواء كالتي عاشها الأسير في الخارج. حيث وفي الشهر الفضيل يزدحم برنامج الأسرى بالفعاليات الثقافية، والمسابقات، وحلقات العلم والتدريس وغيرها، ويحاولون انتزاع مساحة من الحرية من جوف السجن المليء بالكراهية والأحقاد بأمسيات ترفيهية متنوعة ومختلفة. كما يجتهد الأسرى لصناعة الحلوى “كالكنافة والقطايف” من بقايا الطعام والخبز وقليل من المواد المضافة والمتوفرة لديهم من أجل إدخال البهجة والسرور على أنفسهم في ظل رفض إدارة السجون إدخال الكثير من المواد الغذائية الأساسية التي يطلبها الأسرى. ومع اقتراب موعد الإفطار يتجمع الأسرى في حلقات الذكر والدعاء وقراءة القرآن بينما ينشط المسئولون عن الطبخ لإنهاء الطعام وخاصة الشوربة لتكون بداية الصائم، في حين يقوم بعضهم بتوزيع التمور. ومع أذان الإفطار الذي يتولاه احد الاسرى في القسم، يسارع الأسرى في كل غرفة لأكل التمر وشرب الشوربة المُعدة لهم والإفطار، ويؤدون صلاة المغرب ومنها لصلاة التراويح. وأوضحت الهيئة، أن إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلية تمارس كل انواع المضايقات بحق الأسرى في هذا الشهر الفضيل للتنغيص عليهم ومضاعفة معاناتهم، منها منع تجمع الأسرى من خلال إغلاق الغرف.

كما تتعمد الإدارة لإجراء التفتشيات اليومية، والمفاجئة، وتفريق الأسرى أثناء قيامهم بنشاط معين، وإزالة العديد من أصناف المواد الغذائية من كانتينا السجون “المقصف”، وتقديم اصناف طعام سيئة الكم والنوع للأسرى اللذين يقبعون في مراكز التحقيق والتوقيف (كعصيون وحوارة وغيرها)، بل تتعمد في كثير من الاحيان تأخير وجبات الإفطار للموقوفين في هذه المراكز الى منتصف الليل.

Exit mobile version