بلعيد يدعو إلى تكثيف الجهود لمواكبة اللغة العربية لتحديات عصر التواصل الرقمي

أكد أمس، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور صالح بلعيد، على ضرورة تضافر وتكثيف الجهود لمسايرة ومواكبة اللغة العربية للتحديات والواقع الذي فرضته تكنولوجيات الرقمنة الحديثة.

وأشار بلعيد في مداخلة له بالملتقى الوطني الأول حول” تعلم اللغة العربية وتعليمها في عصر التواصل الرقمي” الذي تظمه معهد العلوم الإنسانية والاجتماعية -قسم الآداب واللغات- للمركز الجامعي “نور البشير” بالبيض بالتعاون مع المجلس الأعلى للغة العربية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للغة الأم المصادف لـ21 فيفري من كل سنة، بتقنية التحاضر عن بعد، الى ضرورة تقديم واستحداث آليات جديدة في مسألة تعليم اللغة العربية باستعمال التواصل الرقمي حتى يكون للغة العربية دور إيجابي في هذا المجال وذلك لمواكبة المتغيرات الحديثة ومتطلبات العولمة، وصرح ذات التحدث خلال مداخلته بعنوان “تعلم اللغة العربية في عصر التواصل الرقمي- واقع وتحديات ” أن المجلس الأعلى للغة العربية يعمل على قدم وساق من أجل ترقية وتطوير استعمال اللغة العربية في مختلف القطاعات والمجالات بما فيها العلوم والتقنيات المعاصرة تماشيا والتكنولوجيات الرقمية الحديثة.

وقد قام المجلس الأعلى للغة العربية في هذا الصدد يضيف المتحدث بإبرام أكثر من 30 اتفاقية مع مؤسسات جامعية فضلا عن عدد من مخابر بحث في اللغة ومؤسسات ذات العلاقة بالذكاء الصناعي لترقية وتطوير استعمال العربية في مختلف العلوم والمجالات عبر التقنيات التكنولوجية الحديثة، ويعمل المجلس حاليا على إنجاز عدد من المشاريع البحثية الهامة على غرار معجم للمخطوطات الجزائرية، والمعجم الطوبونويمي، والدليل الوظيفي الرقمي، والمعجم الورقي ومشاريع أخرى سينتهي إنجازها وتقديمها قريبا في إطار مساعي وجهود ذات الهيئة الإستشارية لدى رئاسة الجمهورية لتطوير وترقية اللغة العربية ، وفق ذات المسؤول.

كما يحضر المجلس الأعلى للغة العربية أيضا لعمل بحثي ضخم يتعلق بالمعجم التاريخي الرقمي للغة العربية والذي أنجز جزء كبير منه وينتظر أن ينتهي من المشروع سنة 2026، حيث يتناول كل الجذور المتعلقة بكلمات اللغة العربية مع دارسة تطوراتها عبر مختلف المراحل التاريخية.

ودعا البرفيسور بلعيد جميع الفاعلين في مجال اللغة العربية الى مواصلة الجهود من أجل تشجيع كل المبادرات التي من شأنها تعليم العربية تقنيا ودعم المحتوى الرقمي العربي، وعلى المؤسسات التعليمية مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، مع مراعاة طرائق جذابة لتسهيل تعليم اللغة العربية وتعلمها وبإستراتيجيات التحول الرقمي لتطوير الممارسات التعلّمية والتعليمية، وأيضا عن طريق السعي لتبادل التجارب والخبرات العملية وإنتاج منصات وتطبيقات.

كما أشار الى جملة التحديات التي تواجهها العربية في مجال الرقمنة منها ضعف المحتوى الرقمي في حوسبة اللغة العربية، إضافة إلى ضعف تحليلها بشكل عملي دقيق، فضلا عن نقص حركة النشر الإلكتروني وضعف بنية الشبكات، وقلة إنتاج المصطلح في العربية إضافة إلى مشكلات تقنية متراكمة وغيرها من التحديات مما يستدعي تكثيف الجهود لتجاوزها للارتقاء وتطوير اللغة العربية.

وأضاف نفس المتحدث أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تكثيف البحوث والإسهام بالكتابة في المجلات بالعربية العلمية ونشرها رقميا، والعمل على عولمة العربية في ظل عالميتها واتساع نطاقها والطلب المتزايد والإقبال عليها من كبريات الجامعات.

أ.ن

Exit mobile version