انطلاق موسم الجز: توقع تحقيق نحو6000 قنطار من صوف الأغنام في غرداية

يشكل موسم جز صوف المواشي فرصة للمربين بمختلف مناطق ولاية غرداية لإحياء عادات إجتماعية متوارثة وسط أجواء من المودة والتضامن.

ويجمع هذا الحدث السنوي الذي مازال يحتفى به رغم ما تفرضه الحياة المعاصرة من إكراهات عديد مربي الأغنام، الذين يحذوهم الحماس الفياض والتآخي في إطار ما يعرف اجتماعيا بـ “التويزة (العمل الجماعي التطوعي) للقيام بعملية جز صوف الأغنام.

وعادة ما تتم هذه العملية في فترة تتقارب فيها نهاية فصل الربيع مع بداية فصل الصيف بمشاركة المربين المدعوين بشكل جماعي للقيام بها في الهواء الطلق بنقاط تقع عموما على مستوى منخفضات أودية المنطقة، مثلما شرح عمي الحاج قادة أولاد العربي، وهو مربي ومسؤول بالإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، خلال لقاء معه أثناء عملية جز الصوف بـ “السوارق” وهي منطقة ريفية ببلدية متليلي (40 كلم جنوب غرداية).

وأكد بالمناسبة وبنبرة من الإفتخار “أن التويزة تعكس قمة التضامن وكرم الضيافة في مجتمعنا، كما أنها تعد مشهدا من تراثنا الموروث عن أسلافنا”. واستأنفت حملات جز صوف الأغنام بعد أكثر من سنتين من توقفها بفعل الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا (كوفيد 19)، والتي شلت كافة مناحي الحياة الاجتماعية، مثلما لاحظ الحاج قادة.

وينتقي ممارسوجز الصوف المتطوعون المجهزون بمقصات كبيرة مشذبة مواقع نظيفة للقيام بهذه المهمة وهم يرددون أثناءها أذكار في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد تجميع قطعان المواشي ذات الصوف الكثيف والتي جرى تسمينها خلال الفترة الشتوية، حيث يتولى أحدهم القبض على كل رأس لجز صوفها وتخليصها من ثقل معطفها الشتوي (الصوف).

وتعتبر عملية جز الصوف تقنية ضرورية وملزمة من أجل صحة كل حيوان يحمل الصوف، كما أشار مسؤول شبكة مراقبة الأوبئة لدى المفتشية البيطرية إسحاق كتيلة، موضحا أن الأغنام قد تواجه أخطار صحية تؤدي حتى إلى نفوقها في حال ما لم يتم جز صوفها بإنتظام بسبب ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة الحركة لديها.

..توقع تحقيق نحو6000 قنطار من صوف الأغنام

يرتقب تحقيق ما يقارب 6000 قنطار من صوف الأغنام برسم موسم جز الصوف الذي انطلق نهاية الأسبوع المنصرم، وهي العملية التي ستمس حوالي 326000 رأس من الأغنام يملكها 3400 مربي، إستنادا لمعطيات مديرية المصالح الفلاحية لولاية غرداية. وينتج كل رأس من الأغنام في المتوسط واحد كلغ من الصوف الصافي، وفقا لما صرح به المكلف بالإحصائيات بمديرية القطاع.

كما يشكل هذا الموعد فرصة لطرح انشغالات المربين أمام مسؤولي قطاع الفلاحة والبياطرة أيضا، حيث يغتنمون المناسبة لإستعراض الصعوبات التي يواجهونها في شعبة الصوف على مستوى المنطقة سيما منها التسويق، إلى جانب كونها فرصة أيضا لتبادل الخبرات بين المهنيين في هذا المجال.

خ.ب

Exit mobile version