ثقافة وفن

الديوان الوطني للثقافة والإعلام يكرم الراحلة وردة الجزائرية في يوم الفنان الوطني

أعلن الديوان الوطني للثقافة والإعلام عن برنامجه المسطر والخاص بيوم الفنان الوطني والمصادف لتاريخ 8 جوان من كل سنة، والذي ينطلق من اليوم ويتواصل إلى غاية 12 من جوان الجاري.

وحسب بيان للديوان الوطني للثقافة والإعلام فان البرنامج يضم عدة أنشطة فنية بريطانية وجزائرية على مواقعه للتواصل الاجتماعي بمناسبة اليوم الوطني للفنان وفق بيان للديوان.

كما يشمل برنامج الذي خصص بالمناسبة من جهة أخرى برامج فنية جزائرية وذلك يومي 7 و8 جوان  الجاري تكريما لعدد من رموز الفن الجزائري على غرار الفنانة الراحلة “وردة الجزائرية” ورجلي المسرح “عز الدين مجوبي” و”عبد القادر علولة”.

..تكريم أعمدة الفن الجزائري بمناسبة يومهم الوطن

يأتى تكريم المطربة الراحلة “وردة الجزائرية” تقديرا وعرفانا لمسارها الفني الذي بلغ العالمية وليس العربي فقط، لقبت بـ”أميرة الطرب العربي”، غنت في وقت مبكر من طفولتها، وسجلت عشرات الأغاني لكبار الملحنين من بينهم محمد عبد الوهاب وزوجها بليغ حمدي، وقد شاركت في عدة أفلام، ولها عرض مسرحي واحد.

وقدمت عبر الإذاعة المصرية أغان عدة لكبار الفنانين مثل أم كلثوم وأسمهان ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وخلال غنائها في فرنسا أعجب ملحن سوري بصوتها فأقنع والدها بضرورة الاهتمام بها فنيا والتعاون معها، فكان ذلك بدايتها الفعلية في ميدان الغناء.

طلب الرئيس جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت “وطني الأكبر”، الذي لحنه محمد عبد الوهاب، وشارك في غنائه مطربون عرب بينهم عبد الحليم حافظ وصباح.

ثم عادت إلى الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962، وذلك بسبب ضغوط وشائعات حول علاقتها بمسؤول مصري، وتزوجت واعتزلت الغناء، إلى أن طلب منها الرئيس هواري بومدين الغناء خلال الاحتفالات المخلدة للذكرى العاشرة للثورة الجزائرية عام 1972، فقدمت أغنية “عدنا إليك يا جزائرنا الحبيبة”، من كلمات الشاعر الجزائري صالح خرفي وألحان الملحن المصري بليغ حمدي، بعد طلاقها من زوجها “جمال قصيري” وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، عادت إلى مصر لتنطلق من جديد في مسيرتها الفنية وتزوجت من الموسيقار بليغ حمدي، الذي لحن لها عددا من أبرز أغانيها مثل “أولاد الحلال”، و”منعدكش فكرة”، و”يا أهل الهوى”، ويقول البعض إن ميلادها الحقيقي تم خلال حفل فني مباشر بأغنية “أوقاتي بتحلو” عام 1979 من تلحين سيد مكاوي.

خلال مسيرتها الفنية تعاونت مع العديد من الملحنين على غرار محمد عبد الوهاب، ورياض السنباطي وصلاح الشرنوبي، ومن أبرز أغانيها: في يوم وليلة، أكذب عليك، شعوري ناحيتك، العيون السود، اسمعوني، بتونّس بيك، بلاش تفارق، لولا الملامة، سلام الحبايب، من غير عتاب، وحشتوني، يا ليل، أيام.

آخر عمل مصور لها كان أغنية وطنية بعنوان “مازال واقفين” بمناسبة احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين على الاستقلال، بينما كان آخر ألبوماتها الغنائية بعنوان “اللي ضاع من عمري” في 2011، وحصلت وردة على الكثير من الجوائز والأوسمة خلال مشوارها الفني، منها جائزة المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية كأفضل مطربة عربية لعام 2009، وجائزة أفضل أغنية لبنانية “أيام” والتي طرحت بعد وفاتها في جوائز الموريكس دور لعام 2014.

وقبل ذلك تم تكريمها بموريكس الوفاء خلال حفل توزيع جوائز الموريكس دور لعام 2012، كما كرمت خلال مهرجان كان السينمائي في 2013 بجناح الجزائر من خلال عرض فيديو كليب أغنية أيام الذي صور على شكل فيلم.

وقبل وفاتها خضعت وردة لعملية زراعة الكبد في المستشفى الأميركي بباريس، لكنها فارقت الحياة بعد ذلك بسكتة قلبية في بيتها بالقاهرة في 17 ماي 2012 عن عمر يناهز 73 سنة، ونقل جثمانها إلى الجزائر عبر طائرة خاصة أرسلها الرئيس السابق ودفنت بالمقبرة العليا في العاصمة.

أما عز الدين مجوبي والذي بدأ نشاطه كممثل مع مطلع الستينات، تقلد بفضل براعته وتميزه عدة أدوار في المسرح والسنيما، كان الممثل الأساسي لمسرحية “حافلة تسير” رفقة دليلة حليلو سنة 1985 ومخرج مسرحية “غابوا الأفكار” ومسرحية “عالم البعوش ” التي عرفت نجاحا وأخذت جائزة أحسن إخراج في مهرجان قرطاج للمسرح بتونس أما الاقتباس فقد كان من حض مسرحية “قالوا لعرب قالوا” من إخراج زياني شريف والتي هي الأخرى أخدت جائزة أحسن إخراج بقرطاج، تقلد عدة مناصب إدارية فعين مديرا للمسرح الجهوي لباتنة ثم للمسرح الجهوي لبجاية كانت له تجربة إعلامية حيث قام بتقديم حصة تهتم بالشعر برفقة جمال عمراني في القناة الثالثة باللغة الفرنسية أما في السينما فقد مثل في فيلم مالك حمينة الذي يصور أحداث أكتوبر 1988 في الجزائر، حث في مساره المسرحي علي مكافحة الإرهاب والتمسك بالوطن كما ناشد الجمهور من خلال مسرحياته على رفض أي أشكال العنف، استلم بعدها إدارة المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، كان هدفه الوحيد هو إحياء المسرح في فترة أقل ما يقال عنها عصيبة من فترات الجزائر، فحاول تنظيم مسرحيات شهرية على طول السنة الأمر الذي صعب تحقيقه في تلك العشرية السوداء، قرر التحدي لكنه لم يواصل لأنه اغتيل في 22 فيفري 1995 أمام الباب الخلفي للمسرح الوطني الجزائري عن عمر 48.

كما سيتم تكريم المخرج المسرحي عبد القادر علولة صاحب مسرح الحلقة، اسم علولة لمع بشكل خاص بعد استقلال الجزائر، حيث أسهم في تأسيس المسرح الوطني، وصار أحد أعمدته رفقة الراحلين مصطفى كاتب، ولد عبد الرحمان كاكي، عبد الحليم رايس ورويشد، وكان علولة السبّاق رفقة كاكي بإدخال شخصية “المدّاح” أو “القوّال” العلامة الأبرز لمسرح الحلقة، وسمح تعيين علولة كمدير لمسرح وهران الجهوي سنة 1972، بالانفتاح على المزيد من التجارب الجديدة مثل إسقاطاته لرؤى المسرحي الألماني الشهير “برتولدبريشت” ونظريته حول كسر التباعد وتحطيم الجدار الرابع، مثلما اهتم علولة أيضا بالعمل الجماعي وهو ما جسّده على صعيدي التأليف والاخراج.

وشكل تأسيس علولة للتعاونية المسرحية “الفـاتح ماي” مبادرة نوعية لتحرير المسرح الجزائري من عبودية القوالب وتقاليد الفكر المسرحي الغربي، وساعد على تحقيق المعادلة الصعبة بين التراث المسرحي العالمي والتراث الشعبي الجزائري، فانعكس هذا على نوعية العروض، وحاول علولة عبر الكتابة والتمثيل والإخراج أن يطوّر مسرحاً شعبياً، فعمل مع الشركات والمدارس، وحوّل المشاهدين إلى عناصر واعية تتفاعل بعفوية مع ما يُعرض أمامها، وهو معطى حاسم جعل مسرح وهران يتحوّل إلى قطب ضخم للأنشطة الثقافية في ثمانينيات القرن الماضي.

وذكر علولة في محاضرة ألقاها ببرلين في ربيع 1987، أنّه اكتشف مسرح الحلقة من خلال احتكاكه بواقعه الحي، وزادت جولاته في المصانع والثانويات والمقاهي والساحات العامة من رغبته في قولبة شكل مسرحي جديد، واقتضت ثورة علولة على النمط الكلاسيكي، التخلي تدريجيا عن الديكور، إلى أن انتهى به الأمر إلى الاكتفاء بالإكسسوارات الضرورية فحسب وإدارة ممثليه وسط دائرة مغلقة استوحاها من عراقة مسرح الحلقة الشعبي، حيث كانت عملية إحماء المؤدين وتغيير ملابسهم واستراحاتهم تتم أمام أعين المتفرجين، بعيدا عن الكواليس في صورة فرجوية رائقة.

ولعلولة كم هائل من المسرحيات المميّزة، أشهرها مونودرام “حمق سليم” (1972)، ثلاثية القوّال (1980)، الأجواد (1985) اللثام (1989)، إضافة إلى مسرحيات “التفاح” (1992)، “أرلوكان خادم السيدين” (1993) والعملاق (1994) التي لم يكمل كتابتها بسبب رحيله التراجيدي برصاصات إرهابية غادرة في الثاني عشر مارس 1994.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى