الدكتورة شوق النكلاوي :”يجب علي الأنظمة السياسية الاهتمام بالتنشئة السياسية للطفل”

أكدت الدكتورة شوق النكلاوي أن عملية التنشئة السياسية للطفل تهدف إلي مساعدته علي استيعاب واقع المجتمع، وفلسفته وأهدافه، لكي يصبح مواطنا صالحا ليس بينه وبين قيم المجتمع أي تعارض أو صدام، مما يساعده علي التكيف مع الآخرين فيصبح عضوا  نافعا قادرا علي اتخاذ دوره الاجتماعي، وهي عملية مستمرة مع الفرد منذ مرحلة المهد وحتى الوفاة .

وأوضحت الدكتورة شوق النكلاوي خلال مشاركتها في فعاليات البرنامج الافتراضي الذي ينظمه مسرح سيدي بلعباس، حيث نشطت ندوة بعنوان “المسرح والتنشئة السياسية للطفل “، والتي أضاءت من خلالها العديد من المفاهيم حول المعنى اللغوي للسياسة، مستعرضة عديد التعريفات، لتعرّج بعدها على مفهوم التنشئة السياسية للطفل رابطة ذلك بمفاهيم مسرح الطفل وقوفا عند مفهوم المسرح والسياسة والخطوط الرفيعة التي تفصل كل مفهوم عن الآخر .

وقالت فيما يتعلق بالمعنى اللغوي للسياسية “لقد تعددت التعريفات التي تناولت التنشئة السياسية للطفلـ فهي في معجم المصطلحات السياسية” عملية تعلم يكتسب الأفراد بمقتضاها مجموعة من التوجيهات وهي من المنظور الاجتماعي بمثابة السبيل إلي الإبقاء علي تغير الثقافة السياسية” بينما يري عبد المطلب القريطي أنها” إحدى مظاهر التنشئة الاجتماعية وصورهاـ ويتم بمقتضاها نقل المعارف والمفاهيم والأفكار المرتبطة بالثقافة السياسية والنسق السياسي للمجتمع ونظام الحكم ومشكلاته للنشء وتزوديهم بالمهارات والخبرات اللازمة لممارسة السلوك السياسي,وغرس التنمية، والقيم، والاتجاهات التي تعينهم علي تكوين التوجهات الإيجابية، والنزعة إلي المشاركة بفاعلية في الحياة السياسية وقضايا مجتمعهم.

…مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية استعدادا للمثاقفة السياسية

ويركز علماء الاجتماع تقول الدكتورة علي مرحلة الطفولة باعتبارها من أهم المراحل العمرية استعدادا للمثاقفة السياسية وقد أكدت معظم الدراسات أهمية مرحلة الطفولة في تنشئة الطفل سياسيا لتميزها بسمات تؤهلها عن غيرها من المراحل لتعلم المعايير الخلقية والقيم والاعتقادات وتشكيل الاتجاهات ومن ثم فإن المؤسسات المعنية بالطفولة المبكرة تلعب دورا كبيرا في تلك العملية ومنها المؤسسات التعليمية، وقد اتفق معظم الباحثين تضيف المتحدثة علي “أهمية السنوات المبكرة من عمر الطفل في التنشئة السياسية لما تحدثه من تطور  ونمو سريع في التوجهات السياسية فهي سنوات التشكيل الحقيقية للذات السياسية للطفل”.

وتبدأ عملية التنشئة السياسية في معظم المجتمعات في سن مبكرة حيث يبدأ الأطفال في تكوين عالمهم السياسي في هذه السن المبكرة، من خلال ترديد بعض الشعارات السياسية التي يسمعونها والتي يرون رسومها مثل صور الزعماء السياسيين وأعلام بلادهم.وعملية التنشئة السياسية هي التي يتم من خلالها اكتساب الفرد للقيم والتقاليد وثقافة المجتمع مما يساعده علي التكيف مع الآخرين فيصبح عضوا  نافعا, قادرا علي اتخاذ دوره الاجتماعي , وهي عملية مستمرة مع الفرد منذ مرحلة المهد و حتى الوفاة، وتهدف التنشئة السياسية للطفل إلي مساعدته علي استيعاب واقع المجتمع، وفلسفته وأهدافه، لكي يصبح مواطنا صالحا ليس بينه وبين قيم المجتمع أي تعارض أو صدام، مشيرة إلى أن  معظم الباحثين يتفقون علي أهمية السنوات المبكرة من عمر الطفل في التنشئة السياسية لما تحدثه من نمو وتطور سريع في التوجهات السياسية وفي هذه المرحلة يظهر أثرها علي الطفل ويكون التركيز هنا علي الأشياء والجوانب الموجودة في بيئته ومن ثم  تظهر مشاعر الانتماء للأسرة والوطن.

وتتمثل أهمية التنشئة السياسية للطفل في أنها تساعد علي تشكيل وعيه السياسي وإدراكه لما يحيط به بالنسبة للجانب السياسي في حياته، ومن هنا تكمن  أهميتها علي صعيد الفرد والمجتمع ويمكن إيجاز أهمية التنشئة السياسية في تنقل الطفل من الذاتية إلي الجماعية حيث تدعم شعوره بالمواطنة والإحساس بالآخرين، وقبوله والإلمام بالحقوق والواجبات، كما تؤهل الطفل للعمل والمشاركة السياسية في المجتمع وتنمية وعيه وارتباطه بكل ما يحيط به كما تعمل علي تنمية وعي الطفل، وارتباطه بالمناخ المحيط به.

…مسرح الطفل هو من أهم وسائط أدب الأطفال

وبخصوص الطفل والمسرح تقول الدكتورة أن مسرح الطفل هو أحد أهم وسائط أدب الأطفال، حيث تشترك الفنون جميعها، جنبا إلي جنب مع الأدب، فتجتمع القصة مع حرفيات العرض المسرحي، مع سائر ألوان الفرجة، وهو يلعب دورا فعالا في تنمية الطفل عقليا، وعاطفيا وجماليا ولغويا وأخلاقيا، إنه أهم أدوات تشكيل ثقافة الطفل ووعيه، حيث ينقل المفاهيم والأفكار والقيم ضمن أطر حافلة بالموسيقي والغناء والرقص ومن الممكن أن يكون الطفل ممثلا قديرا،  يتقمص كل الأدوار ويعيشها بمفرده أو بصحبة آخرين في عالم منزوع الحدود فكل شيء قابل للتحقق والتحول فتذوب الفوارق بين الواقعي وغير الواقعي والمنطقي واللامنطقي.

للإشارة، الدكتورة شوق النكلاوي ، هي أكاديمة من مصر، تعمل  كمدرس لأدب الطفل بقسم العلوم الأساسية في كلية التربية للطفولة المبكرة بمصر، صدر لها  كتاب المسرح المتحفي وثقافة الطفل إشكاليات المصطلح وآليات التطبيق عن مركز الحضارة العربية، ولها تحت الطبع كتاب بعنوان “المسرح وثقافة الطفل العربي”، كما لها مشاركات عديدة في مختلف المهرجانات العربية.

نسرين أحمد زواوي      

 

Exit mobile version