ثقافة وفن

الجزائر تشارك في مؤتمر حوار الحضارات والأديان بتركيا

من المقرر أن تشارك الجزائر، في فعاليات المؤتمر العالمي “حوار الحضارات والأديان في زمن حرب الأفكار بين الحقيقة والوهم” الذي ستحتضنه مدينة إسطنبول التركية في الفترة ما بين 15 إلى 17 أفريل الداخل، إلى جانب عدد من الباحثين يمثلون مختلف الدول العربية والأجنبية.

يأتي هذا المؤتمر الذي يشارك فيه عدد كبير من الباحثين والأكاديميين الجزائريين على غرار بدران بن الحسن، أمين مصرني، علي ملاحي، غزلان هاشمي، مسعودة مرزوقي، بلعربي علي، مبرك حسين، محمد بوعلاوي، عادل شباب وعبد الكريم علمي، وينظمه مركز البحث وتطوير الموارد البشرية بالاشتراك مع أكاديمية “باشاك” للعلوم العربية والإسلامية، إلى العمل على دعم سبل التواصل الحضاري الفعّال، والتفاعل الإنساني والثقافي بأسس الحوار القائم على الاحترام المتبادل، وتقبل الرأي الآخر، ونبذ التفرقة الطائفية والمذهبية، ونشر لغة التسامح والمحبة الحقيقية بين الشعوب لا المروّج لها عبر مختلف وسائل الإعلام.

وجاء في ديباجة المؤتمر أنّ حوار الأديان والحضارات مفهوم قديم جديد، ربما قِدم وجود الإنسان نفسه، ولكنه يعود في كل مرة للساحة العالمية من جديد ليكتسب زحما أكبر خاصة في العقود الأخيرة، وربما جاء الاهتمام الواسع بهذا الموضوع في عقد التسعينيات كرد فعل طبيعي على أطروحة “صامويل هنتنجتون” بعنوان “صدام الحضارات” وما أثارته من جدل واسع في تلك الفترة، ليزداد هذا الموضوع اتساعا إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما خلفته من تداعيات على كافة المستويات، لتتغير على إثر هذا الحدث الخارطة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية في علاقتها مع الدول خاصة دول العالم الإسلامي، ووفقا للمصدر إن الحوار بين الحضارات والأديان يستدعي بالضرورة وجود حضارات تحترم بعضها كمبدأ أساسي وكذلك بقدرتها على الحوار مع آخرين تعترف بهم كذوات حضارية لهم خصوصيتهم وهويتهم الثقافية.. فنتيجة لتراجع هذه القيم أدى هذا إلى خوف وتراجع عديد الحكومات إلى الدخول في ما يسمى بحوار الحضارات، فحوار الأديان والثقافات عالم متعدد العوالم مثخن بالمفاهيم المغلوطة والمفبركة، واسع ومتنوع الأهداف والمستويات خاصة مع التحوّل العالمي لمستوى الصراعات بين الأقطاب العالمية التي حوّلت الحرب من القوة الصلبة إلى القوة الناعمة خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وبروز معالم النظام الدولي الجديد، وهو ما شكّل موجات جديدة من ردات الفعل المترددة بين قبول هذا الأسلوب الجديد من عدمه.

وتضيف الديباجة أن المبادرة إلى رفضه أو قبوله مبدئيًا تعتبر مغامرة غير مدروسة تختصر واسعًا، وتنتقي وجهًا أحادي الطرف تحكم عليه بالحضور أو بالأفول وسط ظاهرة متعددة الوجوه والسياسات المقنعة التي تبتغي مصالح معينة على حساب مصالح شعوب وحكومات أخرى.

ومن المقرر أن يتطرق المشاركون في أشغاله إلى عدد من المحاور الأساسية منها “واقع حوار الأديان والحضارات في العالم”، “شخصيات كان لها دور في نشر ثقافة التعايش بين الأديان: عكرمة صبري، طارق رمضان، روجيه غارودي، غاري كمبل”، “دور القوى العظمى في نشر ثقافة التعايش بين الأديان”، “دور القوى العظمى في تراجع حوار الأديان في العالم”، “أثر المواثيق الدولية في نشر الحوار بين الأديان”، “تجارب ناجحة لأشخاص ومؤسسات أسهمت في نشر الحوار بين الأديان والحضارات”، “دور وسائل الإعلام في تفشي ظاهرة الإسلامفوبيا”، “أثر وسائل التواصل الاجتماعي في نشر التعايش بين الأديان والثقافات”.

نسرين أحمد زواوي

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى