افتتاح أشغال ملتقى “درسنا الفلسفة وسؤال الهوية” غدا بجامعة تيارت

يحتضن  صبيحة الغد قسم العلوم الاجتماعية بجامعة تيارت، يوما دراسيا وطنيا حول ” درسنا الفلسفة وسؤال الهوية” الذي ينظمه بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية فرع تيارت وبمساهمة الحركة الوطنية للطلبة الجزائريين تحت إشراف الدكتور عبد النبي ميموني مدير الجامعة.

يأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يحاول مناقشة محور دور الفلسفة في صناعة الهوية الوطنية، بهدف الكشف والتعريف عن النظريات التي أسست لمفهوم الهوية، كما يحاول البحث في فهم حقيقة التغير الحاصل في الفلسفات المنظرة للعلاقة بينها وبين الهوية، بالإضافة إلى تقييم مسار الدراسات الحديثة والمعاصرة التي أسست لمفهومي الهوية والمواطنة ومحاولة الوصول إلى توصيات هادفة لخدمة الجامعة وتحقيق التنمية المطلوبة في المجتمع، كما يهدف اليوم الدراسي الذي سيعرف مشاركة أساتذة وباحثين في المجال من مختلف جامعات الوطن التوصل إلى رؤية استشرافية حول الحفاظ على الهوية الوطنية وجعلها مطلبا أساسيا في الدراسات الجامعية، إلى جانب تعرف الطالب على مختلف النظريات التي ساهمت في التأسيس لها.

وقد أوضحت ديباجة اليوم الدراسي أن فعل التفلسف هو ليس شيئا أخر سوى فن صناعة الذات والهوية بأبعادها التراتيبة المختلفة من الأنا الفردية إلى النحن الاجتماعية في تجلياتها الجغرافية أو الثقافية أو العرقية، وإنتهاءا إلى ما صار يعرف في ظل العولمة بالهوية الكونية، ذلك ما ينتجه هذا الفعل من تمثلات حول الذات والأخر والوجود بشكل عام يعكس في عمقه نمط وجود وأسلوب الحياة له مشروطته التاريخية والثقافية ، وبهذا يصبح الحديث عن عالمية الأفكار الفلسفية بدون معنى، وانطلاقا من هنا وفي ظل الأسئلة المحرجة التي تواجه الدرس الفلسفي في الجزائر لاسيما ما يتعلق بتهمة الاغتراب إشكاليا وموضوعاتيا عن المعيش والراهن المحلي ، فضلا التجريدية والتعالي التي لربما لا تصير الفلسفة فلسفة من دونهما، يجدر حسب المنظمين طرح إشكالية الوحدة والتعدد إزاء ثنائية الفلسفة والهوية من زاوية المبتغيات الوجدانية والمعرفية والسلوكية التي ترضيها سياسة تعلم الفلسفة عندنا، فإذا كانت فلسفات التربية بشكل عام تتجه إلى إنتاج المواطنة كهدف أسمى ، فان السؤال الذي نطرحه اليوم : ما هو شكل ولون حجم الهوية التي نريد إسكانها في خطابنا الفلسفي؟ وكيف نوفق بين الطابع الشمولي للفكر الفلسفي ومطلب الهوية كسؤال محلي؟ وبعبارة أخرى كيف نمكن درسنا الفلسفي ديداكتيكيا وموضوعاتيا للإسهام في صناعة الهوية؟ وكيف يحدث التجانس في درسنا الفلسفي ووحدته وتعدده معا، وبين مطلب الهوية الواحدة والمتعددة هي الأخرى؟

ومن هذا المنطلق سيتطرق المتدخلون في أشغال هذا اليوم الدراسي إلى عدة محاور رئيسية نذكرها على التوالي الفلسفة والثقافة والحضارة، الهوية فلسفيا: بين فلسفات الذات وفلسفات الاختلاف، فلسفة التربية وعلاقة الفلسفة بالهوية، درسنا الفلسفي والهوية والمواطنة في ظل العولمة، قراءة تحليلية نقدية لبرامج الفلسفة في التعليم الثانوي والتعليم العالي.

نسرين أحمد زواوي

Exit mobile version