دولي

إضراب تونس يكذّب التوقعات بالفوضى

سار الإضراب العام في تونس، الخميس، بسلمية لافتة، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، سفيان الزعق، أنه لم يتم تسجيل أي مساس بالأمن العام أو تشويشٍ أو أحداث عنف، موضحاً أن الوزارة دعّمت الانتشار الأمني على كامل أراضي الجمهورية. وأكد الزعق، في تصريحٍ صحافي، أن الوحدات الأمنية أمّنت المسيرات التي نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل ومقرات الاتحادات الجهوية والمنشآت الحساسة.
من جهته، تقدّم وزير الداخلية، هشام الفوراتي، بالشكر والتقدير لكافة الوحدات الأمنية في كافة أسلاكها واختصاصاتها، على خلفيّة نجاحها في تأمين الإضراب العام في الوظيفة العمومية والقطاع العام، منوهاً بما تحلّى به جميع الإطارات والرتباء والأعوان من تضحية وانضباط، ومثمّناً تشبثهم بروح البذل والعطاء خلال هذه المهمة، بحسب بيان للوزارة.
وجاءت هذه التأكيدات لتكذّب التوقعات بالفوضى والمخاوف من انحراف الاحتجاجات، وتذكر كثيرون أحداث الإضراب العام في عام 1978، من بينهم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي دعا الجميع إلى تحمل مسؤوليته في إيجاد حل لمنع نتائج صعبة قد تنجر عن الإضراب العام الذي شهدته سابقاً تونس في جانفي من ذلك العام، وأدى إلى سقوط قتلى واعتقالات وتفكك الوحدة الوطنية، الذي تمكنت تونس من تلافيه بعد عشرات السنين.
سقطت أحلام المراهنين في تونس على الفوضى، وخصوصاً من الخارج، بعدما انبرت أقلام تبغض التجربة الديمقراطية لتتحدث عن الفشل واقتراب السقوط
وللتذكير، فإن مئات الآلاف أضربوا الخميس عن العمل في تونس، وخرجت حشود كبيرة للتظاهر والاحتجاج في كل المدن التونسية، خصوصاً في العاصمة ومدينة صفاقس. ورفع المحتجون شعارات تنادي بضرورة رحيل الحكومة، وانتقد المساندون للإضراب رئيس الحكومة والأحزاب الداعمة، فيما نقلت وسائل الإعلام المحلية تفاصيل اليوم بلحظات دقيقة، مع إضراب وسائل الإعلام الحكومية التي اكتفت بنقل الأخبار. وأعرب مواطنون عن غضبهم من تعطل مصالحهم، وبالذات في مطار قرطاج الدولي، نتيجة الإضراب.
ورغم ذلك، لم يقع في تونس أي شيء يهدد السلم الاجتماعي، ولم ترفع حجرة واحدة ولم تتهشم واجهة محل واحد، وعاد المحتجون الى بيوتهم من دون أن يعتقل أي منهم أو يهدد حتى بالملاحقة، لتسقط أحلام المراهنين في الداخل على الفوضى، وخصوصاً من الخارج، بعدما انبرت أقلام تبغض التجربة الديمقراطية المضيئة لتتحدث عن الفشل واقتراب موعد السقوط، وتترقب أي خلاف لتبرر مقولاتها بأن الخبز قبل الحرية، وتروِّج لوهم رضاها عن أوضاعها، مع أنها لم تكسب لا خبزاً ولا حرية.

الحياة العربية

يومية جزائرية مستقلة تنشط في الساحة الاعلامية منذ سنة 1993

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى