أدتها جمعية “نجمة” من البليدة..وصلات غنائية أندلسية راقية في حفل فني بقصر مفدي زكريا

أحيت الجمعية الموسيقية الأندلسية “نجمة” من مدينة البليدة مساء الخميس حفلا فنيا ساهرا أمتعت خلاله الحضور بمقتطفات من رصيد التراث الموسيقي الأندلسي العريق  والنوبات وروائع الطقطوقات الشعبية.

وشهدت الفقرة الأولى من هذا الحفل الأندلسي الذي استمر لحوالي الساعتين بقصر الثقافة مفدي زكرياء تحت قيادة رئيس الجوق صامتي محفوظ، تقديم مجموعة من المقاطع المنتقاة من توشية “نوبة الديل” من طرف عدد من تلميذات القسم  الأعلى للجمعية وهن يرتدين اللباس التقليدي البليدي تلاها مزيج مبهر لنوبات ثلاث وهي “رصد الديل” و”الديل” و”الرمل ماية” إلى جانب عدة وصلات من التراث الأندلسي العريق التي تمثل المدرسة العاصمية لموسيقى الصنعة والعروبي وذلك بمشاركة أكثر من 15 عضوا من مختلف أٌقسام الجمعية.

وتميزت هذه الفقرة بالأصوات الفردية للجمعية التي أدت بعض الأغاني على غرار الثنائي ذي الصوت الشجي قرناح إلهام وخروبي أحمد الذين أديا مجموعة من انقلابات وانصرافات واستخبارات ضمنها “زارني محبوب قلبي” و”قم ترى”، “متى نستريحو من وحش الحبايب” و”واحد الغزيل”.

وقدمت الفنانة خروبي سليمة ضمن القسم الثاني من هذا الحفل المندرج في إطار البرنامج السنوي للجمعية أغاني أندلسية جميلة اشتهر بها عديد عمالقة الفنانين الجزائريين حيث أبدعت بصوتها الراقي  في أداء برنامج أغاني مزج بين ريبرتوار المدرسة العاصمية والطابع العروبي والحوزي وأغاني المنوعات منها مقطع من نوبة “الذيل” في طابع الموال وبطايحي بعنوان “مالت الشمس” ودرج “يا أيها النائمون لا ترقدوا” وخلاص رصد اليدل بعنوان “ريم رمتني” ومقاطع أخرى، كما استمتع الحضور بصوت ذات المطربة بوصلات موسيقية متنوعة من سجل الأغنية الحوزية الخفيفة ضمنها “ياقلبي خلي الحال يمشي على حالو”، “سلي همومك في ذا العشية”، “السماح ياعين”، “تفكرت وجرات دمعتي مانطولش نعمل دارة”، “العطار”، “شهلة لعياني” وغيرها من الطقطوقات.

في هذا الإطار أوضح رئيس الجمعية الثقافية “نجمة” للموسيقى الأندلسية، صامتي محفوظ  أن الحفل الذي يندرج ضمن نشاطات الجمعية “بمثابة محطة فنية لتقييم مستوى أداء مختلف لتلامذة الأقسام الثلاثة التي نشرف على تكوينهم بالجمعية وبتأطير من أساتذة مختصين هم أصلا تلامذة سابقين في الجمعية”، وأكد ذات المتحدث أن الجمعية تعتبر “من اعرق الجمعيات الثقافية بالبليدة وعلى المستوى الوطني ويعود تأسيسها إلى سنة 1963 من طرف مجموعة من الفنانين الذين يعتبرون آنذاك أعمدة الموسيقى بهذه المدينة المتميزة بتنوع وغنى ثقافتها حيث تركوا ثروة موسيقية تاريخية للأجيال الصاعدة”، وأكد أن جمعية ” نجمة ” تسعى الى الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي من خلال التركيز على التكوين والتربية الفنية للجيل الجديد من الأطفال وتوجيه المواهب الفنية في العزف على مختلف الآلات الموسيقية كما تسعى إلى تشجيع المواهب الصاعدة على التمسك بهذا الفن الأصيل حفاظا عليه من الزوال من جهة واكتشافا للمواهب الشابة في مجال الفن الاندلسي الاصيل لصقلها من جهة ثانية.

وشاركت جمعية ” نجمة ” البليدية  في عدة مهرجانات ثقافية على المستوى الوطني والدولي كما في تركيا وفرنسا ومصر والعراق وحازت على العديد من الجوائز.

 

ق.ث

 

 

Exit mobile version